مجازر سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

سقوط عشرات القتلى بدمشق في آخر مجازر سوريا‏,‏ مؤشر على استفحال آلة العنف في هذا البلد المنكوب بقيادة لا تعي ولا تدرك أنها دمرت واحدة من اعرق الدول العربية والاسلامية بسوء تقديراتها وحساباتها ورغبتها الشريرة في البقاء علي كرسي السلطة علي جثث الأبرياء‏,‏

 الذين يقتلهم الجيش النظامي يوميا أو عبر عمليات مجهولة المصدر والهوية, مثل هجوم دمشق الانتحاري قبل يومين. كما أنها تشي بانسداد الأفق السياسي بصورة كاملة في ظل الشروط والشروط المضادة من الأطراف المتنازعة ومعها القوي الخارجية, التي تريد إدارة الصراع وفقا لمصالحها وبما يخدمها الآن ومستقبلا, وفي النهاية فإن الخاسر الأكبر هو الشعب السوري الذي تشرد وقتل وأصيب منه الآلاف. في حين تقف المنظمات والهيئات الدولية موقف المتفرج غير الراغب في دخول مستنقع لا تدري كيفية الخروج منه, وهو ما يمنح نظام بشار الأسد الدموي القدرة علي الاستمرارية, والفتك بالمدن والقري بكل ما تحت يده من أسلحة ثقيلة وخفيفة بمساعدة إيران وروسيا.
وإذا كان السوريون جادين ومستعدين للتخلص من نظام البعث القمعي فإن عليهم البدء بأنفسهم وتوحيد صفوفهم المبعثرة يمينا وشمالا, وأن يتفقوا علي قلب رجل واحد علي خطوات المرحلة التالية لسقوط الأسد, وأن يبتعدوا عن المنظور الطائفي في التحرك, لأنه سيفتح الأبواب أمام حروب لن تتوقف قبل سنوات مقبلة بين طوائف سوريا الشاعرة بالخطر, خاصة المصنفة ضمن الأقلية. وأخيرا علي المجتمع الدولي التحلي بالمسئولية والجدية ومساندة الشعب السوري في سعيه لاستنشاق هواء الحرية والديمقراطية بعيدا عن آل الأسد.
 

Email