الحوار الآن وليس غدا

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت مصر مرحلة حرجة للغاية وذلك بعد تفجر أعمال العنف واقتحام أقسام البوليس والمنشآت المهمة في الدولة‏,‏ وحسنا فعل مجلس الدفاع الوطني بدعوته إلي حوار وطني تقوده شخصيات وطنية مستقلة‏.‏

ولقد أصبحت مسألة الحوار الوطني في غاية الخطورة والدقة بالنظر إلي الاحتقان السياسي الذي تمر به البلاد, وبات الحوار مطلوبا الآن وليس غدا. إلا أن الشيء المهم والعاجل هو الوصول إلي توافق وطني بشأن قضايا الخلاف السياسي, والأمر الضروري لنجاح الحوار هو اعلان كل القوي السياسية الإلتزام الدقيق بالنتائج, وعدم التسويف, أو المراوغة, أو التنصل من أي بند من بنود التوافق. ولا ادعاء أعضاء مجلس الشوري بأن القوي غير المنتخبة لا تلزم القوي المنتخبة من الشعب بأي شيء!, ومثل هذه المقولات تزرع بذور عدم الثقة, وتقوض العملية السياسية.

وفيما يبدو أن مسألة الحوار أو عملية اعادة بناء الثقة بحاجة لأن تمد جسورها مع رجال الاعلام ومؤسسة القضاء, وذلك من أجل الاستماع إلي وجهة نظرهم, وتبديد مخاوفهم, وفتح صفحة جديدة من احترام هاتين المؤسستين اللتين لا غني عنهما, ولا تكفي ارسال كلمات تحية عابرة. بل يجب علي مؤسسة الحكم والمؤسسة التشريعية أن يقيما حوارا, ويعقدا اللقاءات لتأكيد الاحترام الكامل لدور الاعلام والقضاء, وأن يتم تجاوز مرحلة التجاذبات التي وقعت ضدهما.

ويبقي أن أعمدة الدولة لابد من الحفاظ عليها, ومساعدتها علي أداء دورها, والانتباه إلي أن المؤسسة الأمنية والقوات المسلحة تؤديان دورهما في ظروف غاية في التعقيد. ولذا سوف يظل مطلوبا وبإستمرار مساعدتهما, والتماس الأعذار وعدم المسارعة بتفسير الأخطاء الفردية من بعض عناصر الشرطة علي أنها سياسة ممنهجة وأغلب الظن أن هذا هو الطريق الوحيد الآمن للانتقال إلي الديمقراطية.


 

Email