فقط تذكروا مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم ستبدأ الثورة المصرية الوليدة عامها الثالث والبلاد محرومة من وحدتها وتماسكها العضوي المتين‏ ، لأنها مقسمة بين معسكرين متحاربين متصارعين،فهذا معارض وذاك مؤيد، وبينهما ملايين الصامتين, الذين فضلوا الانزواء في ركن بعيد يعتصرهم الخوف انتظارا وترقبا لما ستحمله أيامنا المقبلة.


اليوم سيتدفق على ميادين وشوارع مصر الآلاف احتفالا بعيد ميلاد الثورة، غير أنهم لن يكونوا على خط تماس واحد، لأنهم سيتفرقون وسيتوزعون تبعا لتوجهاتهم ومشاربهم السياسية والدينية، فمنهم من سيخرج للمطالبة بسقوط نظام الإخوان، واستكمال أهداف الثورة غير المحققة حتي الآن، والقصاص للشهداء، وإلغاء الدستور، وحل جماعة الإخوان المسلمين.


في حين سيخرج آخرون التماسا لتأكيد دعمهم للرئيس محمد مرسي وسياساته،وللدعوة للاستقرار، واستئناف عجلة الإنتاج، والتحذير من أن أطيافا من المعارضين يسعون لتمزيق الوطن ونشر الفوضي العارمة فيه، وفي المعية توجه اتهامات بمعاداة المشروع الاسلامي.


ليخرج من يشاء إلى حيث يشاء بدون قيد ولا شرط، لكن شريطة أن يتذكر الجميع مصر وهم يقفون علي جبهتي المعارضة والتأييد،ويطلقون لحناجرهم العنان في الهتاف مع أو ضد النظام.


يتذكرونها من خلال استيعاب حقيقة أنها تقف علي شفا جرف، بسبب افتقادها للوحدة الوطنية، فالمصريون بعثر كلمتهم اختلاف مواقفهم السياسية وسوء إدارة شئون الدولة طوال الفترة الماضية، ويلزمها من يقدر علي إعادتها إلي جادة الصواب وتوحيدها، يتذكرونها بعدم الانسياق وراء دعوات الفوضي والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة، وأنه لا احد يعارض مبدأ القصاص، وأن نيل حقوق الشهداء لن يتم ببث الرعب في نفوس الناس والتهديد بإحداث فوضي، وغاب عمن يهدد بها أنها ستعصف بالكل ولن يستثني احد من طوفانها الجارف.


يتذكرونها بادراك احتياجها للتخلص من السموم المنتشرة في جسدها الضعيف بفعل ثلاثة عقود من حكم النظام السابق، وانه كلما تأخرنا في إنقاذها منها فإن جهاز مناعتها سيتأكل.


أيها المصريون لا حجر على حريتكم في التظاهر وإبداء مواقفكم مهما بلغت في شططها وجموحها، لكن رجاء تذكروا مصر.
 

Email