ثورة لا فوضي؟‏!‏

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشعر الكثيرون بالقلق من مخاطر تحول ثورات الربيع العربي إلي فوضي وذلك قبل أيام من حلول الذكري الثانية للثورة في مصر أو تونس وليبيا‏.‏ وأمس الأول شهدت المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية في مصر اعتداءات من قبل مجهولين ضد المعتصمين هناك

 كما أن وقائع عدة تندلع علي غير موعد, واحتجاجات ومطالب فئوية متعددة تعرقل عملية الانتقال من الثورة إلي الدولة.

جاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة وقائد الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس من تحول الثورة إلي فوضي, وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه التظاهرات الاحتجاجية مصحوبة بأعمال عنف. وكشف الغنوشي, في حديثه لأنصاره, عن أن بلدانا كثيرة استطاعت الاطاحة بنظامها والطغاة, لكن لم تقدر علي بناء دولة ديمقراطية بسبب سوء استعمال الحرية. وبلهجة صريحة قال الغنوشي إنه لا يريد أن تتحول تونس إلي الصومال.

.. ويبدو أن خطر الدولة الفاشلة يطارد بالفعل الدول الثلاث بدرجات متفاوتة, فضعف الدولة واضح للعيان بشدة في ليبيا, كما أن الغنوشي يدرك مخاطر انفلات الأمور وعدم قدرة الدولة علي الامساك بخيوط اللعبة, وخطورة أن تنزلق الدولة التونسية الجديدة ـ التي هي في طور التشكل ـ إلي مستنقع الفوضي. وربما تبدو مصر الأكثر تماسكا من بين دول الربيع العربي, إلا أن حالة الانقسام والاحتقان السياسي, والمطالب الفئوية, والاضرابات العمالية, فضلا عن سخونة الملفات الخاصة بشهداء الثورة وقتلة المتظاهرين ـ هذه الأمور مجتمعة لاتزال تعرقل إنهاء الفترة الانتقالية, فضلا عن أن استمرار حل الخلافات السياسية في الشارع والميادين, وعدم انتقالها لتحل في البرلمانات ينذر بخطورة استمرار حالة السيولة السياسية, بالاضافة إلي أن خطر الفوضي يطغي بإستمرار علي المشهد السياسي المصري الأمر الذي يفرض علي النخبة السياسية سرعة حل مشاكلها.


 

Email