بشار هل يستخدم هذا السلاح؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

 توالت التوقعات التي تشير إلي دخول الحرب الأهلية الدموية في سوريا مرحلتها الأخيرة بعد التحذيرات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسئولون أمريكيون حين أعلنوا أن الرئيس السوري بشار الأسد سيواجه عواقب وخيمة أو سيحاسب إذا استعمل الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
والمعروف أن الرئيس السوري امتنع عن استخدام تلك الأسلحة خلال22 شهرا لأنه يدرك أن هذه الخطوة قد تجبر القوي الغربية المترددة علي التدخل.

ولكن لا يمكن للمرء أن يركن إلي ذلك علي المدي الطويل, لأن من يقتل كل هذه الأعداد الهائلة من أبناء شعبه, ومن يلحق كل هذا الدمار والخراب ببلده من أجل البقاء في كرسي الحكم من غير المستبعد أن يلجأ إلي هذا السلاح الفتاك إذا ضاقت عليه الأرض بما رحبت, وإذا بلغ اليأس عنده حد الجنون والانتحار, وإذا وجد أن خياره الأخير هو أن تكون نهايته كنهاية الأخ قائد الثورة معمر القذافي, وأنه لا مانع لديه من أن يلجأ إلي معادلة علي وعلي أعدائي إذا تأكد أن نهايته باتت قريبة.

وما يعزز هذا الرأي أن عددا من المسئولين الأمريكيين يؤكدون أن الجيش السوري يحضر الذخائر الكيماوية لاستعمالها, وأنه بدأ يخلط المواد الكيماوية ويحولها إلي قنابل لكنه لم يتلق أمرا باستعمالها بعد.

ورغم ذلك فإنهم علي لسان وزير خارجية بلدهم هيلاري كلينتون مازالوا يراهنون علي أن بإمكان بشار الأسد رعاية المرحلة الانتقالية المطلوبة في بلده, مما يعني أن واشنطن ماضية في ميوعتها السياسية, وأنها من خلال هذه التصريحات, وهذه المواقف المائعة تعزز ثقة الرئيس السوري بنفسه وتمنحه مزيدا من الوقت كي يواصل ذبح المزيد من أبناء شعبه.
 

Email