ترتيب البيت العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعقل أن يتطوع العرب بتفجير خلافات‏,‏ أو اختراع قضايا للدخول في متاهة جديدة‏,‏ وكأنهم لا يجيدون سوي الدخول في الحلقات المفرغة‏.‏ فقد قفز الحديث فجأة عن كونفيدرالية ما بين الأردن ودولة فلسطين المستقلة‏,ومما لاشك فيه أن الوحدة العربية بكل درجاتها وأشكالها هي غاية الناس من المحيط إلي الخليج. بل إن ما يجمع الأردن بفلسطين كثير, ولا يمكن لأي أحد أن يقطعه, فهذه علاقات أخوة ونسب ومصاهرة, وتاريخ مملوء بالدموع ولحظات الفرح والحزن. إلا أنه وبرغم ذلك فإن الجهود كلها الآن لابد أن تتمحور حول القضية المركزية, وهي قضية اقامة الدولة الفلسطينية علي حدود7691 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذه اللحظة التاريخية الدقيقة فإن الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة وخارجها بحاجة إلي كل يد تساعد, وإلي كل رأي ينير الطريق لتحقيق هدف انهاء الاحتلال واقامة الدولة. ويبدو أن إسرائيل والدوائر الصهيونية المؤيدة لها أدركت خطورة الموقف, فباتت تسرب الآن تقارير مزيفة عن الحكاية الممجوجة الوطن البديل للفلسطينيين. وهذا الحديث الساذج لم يعد ينطلي سواء علي الأردنيين أو الفلسطينيين, لأنه باختصار يستهدف تصدير أزمة إسرائيل إلي الجانب العربي. فضلا عن ادخال الأردنيين والفلسطينيين والعرب في متاهة الشك, والأحاديث الخرافية التي لا طائل من ورائها.

ويبقي أن القيادة الأردنية والفلسطينية عليها أن ترتب البيت, وأول ما هو مطلوب تحقيقه بسرعة هو إتمام المصالحة الفلسطينية, وترتيب البيت العربي صفا واحدا خلف القيادة الفلسطينية( فتح وحماس) من أجل تحقيق الحلم بإقامة الدولة وإنهاء معاناة الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن.



 

Email