المصريون يصرخون‏:‏ نريد الاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أي متابع منصف للمشهد السياسي في مصر الآن ـ لاشك ـ يدرك أن الأوضاع قد بلغت حدا ينذر بالخطر‏,‏ وإذا كان كل فريق من الفرقاء المتنافسين الآن علي الساحة السياسية يري أنه وحده صاحب الحق في فرض وجهة نظره علي الآخرين‏, وأنه هو وحده الذي علي حق, فإن الحقائق التي علي الأرض تقول إن القطاع الأكبر من المصريين لهم رأي آخر.

إن غالبية المواطنين يريدون الاستقرار, ولقمة العيش, وتوافر الأمن, واستكمال مسيرة الحياة في سلام, وتربية الأبناء في هدوء, وإيجاد فرصة عمل للابن أو البنت, أكثر مما يعنيهم الانخراط في السياسة, فهل فكرت الفصائل السياسية المتناحرة في هذا؟!

إن من يتصور أن المصريين قاموا بثورتهم في25 يناير لكي يعملوا بالسياسة مخطئون. لقد ثار المصريون بالأساس بحثا عن الحياة الكريمة والأمان, وضمان مستقبل أفضل لأبنائهم, وعندما خرجوا للميادين والشوارع صارخين: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية, كان هذا هو المعني الراسخ في أذهانهم, الحياة الكريمة.. فكيف تتحقق هذه الحياة الكريمة دون دوران عجلة الإنتاج, وعودة السياحة والمصانع والمحال للعمل؟ وهل سيأكل المصريون من السياسة, ومن الصخب المشتعل علي شاشات الفضائيات؟

معظم المصريين خائفون, مكتئبون, مضطربون, ولا تسعدهم تلك الفوضي التي تملأ الميادين, سواء في التحرير, أو الاتحادية, أو نهضة مصر, أو في المحافظات, ولسان حالهم جميعا يقول: نريد الاستقرار, وما لم يفهم الفرقاء السياسيون, سواء منهم الإسلاميون أو الليبراليون, أو حتي أنصار الطرف الثالث واللهو الخفي هذه الرسالة الصامتة التي تتردد في عقول وقلوب المصريين, فإن الغد لن يكون سعيدا لكل هذه الأطراف جميعا, وسيخرج المصريون لرفضهم كلهم, وساعتها لا يلومن أحد إلا نفسه!

Email