مبادرة لحقن الدماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمر محزن ومفزع أن يتقاتل المصريون في محيط قصر الاتحادية بهذه الصورة البشعة‏، وأن تسيل دماؤهم انهارا‏  مهما تكن الأسباب والحجج، وسط غياب تام للدولة، ويزيد من الألم والحسرة أن يكون العنف لغة الحوار السائدة بين الفرقاء من المؤيدين والمعارضين للرئيس محمد مرسي، وأن نصل لهذا المستوي من الانقسام والتمزق في لحظة فارقة حرجة من تاريخ مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.


إن ما جري يظهر انزلاقنا بسرعة شديدة نحو مستنقع التفسخ، الذي سيجر من خلفه ويلات لا يعلم مداها إلا الله، وأن المرونة غائبة عن الجميع، فلا أحد من هذا المعسكر أو ذاك على استعداد للتنازل من أجل مصلحة البلاد، وتجنب تقسيمها إلى شطرين، وأن يتم تجاهل مطالب المواطنين الذين ابدوا اعتراضهم علي الإعلان الدستوري الأخير.


ومن السهل أن نشغل وقتنا في البحث عمن الجاني ومن الضحية, وهو ما سيعمق أكثر وأكثر الفجوة بين جموع المصريين، الذين يلزم توحيد صفوفهم سريعا، واستعادة الثقة التي فقدتها الساحة المصرية.


ولأجل هذه الغاية الوطنية الملحة فإنه مطلوب مبادرة لحقن الدماء تشمل العناصر التالية:


أولا: التوقف عن سياسة عض الأصابع بين جبهتي التأييد والمعارضة، والتنقيب عن أرضية مشتركة يجتمعان عليها.


ثانيا: إعادة النظر في القرارات الأخيرة محل الخلاف والاعتراض من السياسيين والحركات الثورية والحزبية.


 ثالثا: فتح حوار وطني شفاف غير مشروط بجدول أعمال محدد العناصر والأهداف.


 رابعا: وقف المظاهرات والمسيرات لبرهة، لالتقاط الأنفاس، وفتح مساحات أوسع للحوار والتحركات السياسية بمنأي عن ضغط الشارع.


 خامسا: فتح تحقيق فوري في أحداث الاتحادية، لبيان الحقيقة وتقديم المحرضين عليها للعدالة بصرف النظر عن مواقعهم.


سادسا: توقف وسائل الإعلام والنخبة المثقفة عن عمليات تسخين الجبهة الداخلية وحض الناس على السير في اتجاه معين.


وليحفظ الله مصر من كل سوء، ومن دسائس، ومكائد الحاقدين، ومثيري الفتن والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
 

Email