غزة‏..‏ قضيتنا الأولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستظل فلسطين‏,‏ برغم كل ما يشهده العالم العربي من ثورات واحتجاجات وتغييرات‏,‏ هي القضية الأولى للعرب‏,‏ شئنا أم أبينا‏,‏ لماذا؟ لأن الصراع عليها هو صراع وجود‏,‏إذ أن هناك شعبا عربيا تم سلب أرضه بكاملها, وبالتالي مهما تغيرت الأنظمة, أو ثارت الشعوب علي حكامها, أو جاء هذا الحاكم أو ذهب, فإن الجرح الفلسطيني سيظل ينزف إلي أن تجد هذه القضية حلا جذريا لها.


والموضوع هنا يتضمن عدة ثوابت, أولها: أن العرب, مهما تغيرت أنظمة حكمهم, لن يسمحوا أبدا باستمرار ضياع فلسطين. إن الشعوب تثور وتغضب علي ما تعانيه في داخل الأوطان, لكن عندما يتعلق الأمر بفلسطين, فإن أحدا من العرب لن يقبل ضياعها, إذ كيف يقبل العقل الجمعي العربي ضياع جزء من الوطن الأم؟


والثابت الثاني: أن مصر بالتحديد تتعرض لخطر كبير الآن, خاصة بعد الحديث المتكرر عن اقتطاع شريط من سيناء وضمه لغزة ليكون وطنا بديلا للفلسطينيين, وهذا كلام عبث وتفاهات, لأن المصريين لن يسمحوا بذلك مهما كان الثمن.
إن سيناء, منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها, أرض مصرية, ودفع الآلاف دماءهم ثمنا للحفاظ عليها, فكيف نفرط فيها الآن؟!


وبالنسبة للثابت الثالث فإنه يتمثل في أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ, وأي شخص يتصور أنه يمكن أن يعيش في أمان داخل حدوده القطرية الضيقة واهم, ومن ثم فإن العرب ينبغي عليهم نسيان خلافاتهم الضيقة مؤقتا, والتركيز على الخطر الأكبر, القادم من متربصين عديدين يسيل لعابهم الآن, استعدادا للقضم ثم الالتهام, فهل سنكون لقمة سائغة لهم أم سنقاوم؟
 

Email