الثوابت الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تاريخ القضية الفلسطينية ثوابت محددة لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف من الظروف‏,‏ وظلت الدولة العربية متمسكة بها في جميع الأحوال‏,‏ وحتي بعد فشل خيارات الحرب والالتزام بعملية تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي‏.‏

من هذه الثوابت أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية, وحق العودة وحل مشكلة اللاجئين, والحدود التي لا يمكن أن تكون أقل من حدود.1976 لذلك فإن الجدل الذي أثير خلال الأيام الأخيرة في الشارع الفلسطيني حول حق العودة علي خلفية تصريحات منسوبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس, أمر لا مبرر له.

فحق العودة هو أحد الحقوق الثابتة للفلسطينيين التي لا يملك أحد أيا كان التنازل عنها, حتي لو كان الرئيس الفلسطيني, ولن يسمح الشعب الفلسطينيي لأي شخص بالتنازل عن حقوقه الثابتة.

وهذا الجدل الأخير يؤكد ضرورة استعادة اللحمة الفلسطينية فورا, وإتمام المصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية حتي لا يصطاد أحد في الماء العكر, ولقطع الطريق علي الطرف الإسرائيلي الذي يستغل الخلافات الفلسطينية الداخلية في عرقلة أي حل للقضية.

إن الفترة الحالية لن تشهد جهودا محددة لاستعادة عملية التسوية, بسبب انشغال الإدارة الأمريكية في الانتخابات, وظهور أزمات في الشرق الأوسط أكثر اهتماما من جانب القوي الإقليمية والدولية مثل الأزمة السورية.

وعلينا أن نستغل ذلك في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل, بإتمام عملية المصالحة, واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل القضايا الخلافية مثل تشكيل الحكومة الموحدة وترتيبات الانتخابات التشريعية والرئاسية وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وبذلك يستعد الجانب الفلسطيني وهو موحد القوي للمرحلة المقبلة, وحتي تستعيد القضية الفلسطينية أهميتها مرة أخري.


 

Email