إنجازات غير مسبوقة

تُسجَّل للشقيقة قطر أحداثٌ تاريخية من الناحية الدعائية والتسويقية والاستثمارية في الرياضة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، بوصفها لعبة المشاهير والنجوم، والعشق الأول لأكثر من مليار إنسان حول العالم.

ولا نخفيكم أن من تابع مباريات كأس العرب الحالية، التي دخلت مرحلتها النهائية، يلمس حجم النجاح الكبير، إذ تجاوز عدد الحضور الجماهيري أكثر من مليون متفرج، وهو رقم قياسي في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 1963، ثم توقفت لسنوات طويلة كأنها وُضعت في «الثلاجة»، قبل أن تأتي الدوحة فتُعيدها إلى الحياة، وتُخرجها من الإنعاش، لتصبح واحدة من أهم البطولات القارية، بل تنافس في زخمها وتنظيمها أكبر الأحداث العالمية.

ولعل ما يميّز البطولة أيضاً ارتفاع قيمة الجوائز، إذ يحصل الفريق الذي يشارك ويصل إلى الأدوار النهائية على مليوني درهم، وتزداد القيمة كلما واصل الفريق مشواره في البطولة، في خطوة تعكس الاحترافية والرؤية الاستثمارية الواضحة.

ومن بين أبرز الأحداث، موافقة مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على طلب قطر استضافة النسخ الثلاث المقبلة من بطولة كأس العرب في أعوام 2025 و2029 و2033، على أن تُقام في شهر ديسمبر، وتحت مظلة «فيفا» وبالتعاون مع الاتحاد العربي لكرة القدم، وذلك لحاجة المنطقة العربية لمثل هذه البطولات، إضافة إلى توفر جميع عوامل النجاح، من بنية تحتية متكاملة وخبرة تنظيمية عالمية جعلت من قطر اسماً مرموقاً في استضافة البطولات والأحداث الرياضية الكبرى.

وكان الاتحاد الدولي قد أعلن في وقتٍ سابق عن استضافة قطر خمس نسخ متتالية من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاماً، ابتداءً من عام 2025 وحتى 2029، بمشاركة 48 منتخباً لأول مرة في تاريخ اللعبة.

وهل تصدقون أن الدوحة، خلال ثلاثة أيام فقط، ستستضيف ثلاث مباريات نهائية مختلفة، على ثلاثة ملاعب مختلفة؟ 16 ديسمبر نهائي كأس الخليج تحت 23 عاماً، 17 ديسمبر نهائي كأس القارات، 18 ديسمبر: نهائي كأس العرب، إضافة إلى ذلك، تستضيف الدوحة اليوم حفل جوائز «الأفضل»، الذي سيقام عشية انطلاق المباراة النهائية لبطولة كأس القارات للأندية.. ما يحدث في الدوحة ليس مجرد تنظيم بطولات، بل قصة نجاح تُروى، ومشهد أقرب إلى الخيال... والله من وراء القصد.