حقق منتخبنا الوطني فوزاً مستحقاً على شقيقه الكويتي بنتيجة 3-1، ليضمن التأهل إلى ربع النهائي برفقة المنتخب الأردني، فيما ودّعت مصر والكويت البطولة مبكراً، لتبدأ موجة النقد حول خروجهما من دور المجموعات. جاءت المباراة واضحة الملامح منذ بدايتها، بسيطرة كاملة لـ«الأبيض» تُرجمت إلى هدف أول عبر يحيى الغساني من ركلة جزاء، قبل أن يضيف اللاعب نفسه الهدف الثاني، مؤكداً أحقيته بالثقة والدعم بعدما أثار حديثه عقب لقاء مصر اهتمام الجماهير. فقد قال بوضوح إنه بحاجة إلى المساندة للحفاظ على مستواه، لأنه يفقد حساسية المباريات عند غيابه لفترات طويلة، وهو كلام منطقي يعكس واقع كثير من لاعبينا المواطنين الذين لا يحصلون على فرصة كاملة في أنديتهم، فيتأثر مستواهم الفني عندما يحجب المدربون الأجانب مشاركتهم.
ولعل ما قاله يحيى الغساني كان رسالة وصلت بذكاء إلى مدربه كوزمين، الذي اختبره وأثبت اللاعب أنه على قدر التحدي، بل كان أحد أبرز نجوم المنتخب في ليلة فرحنا بها كثيراً، وتلقينا فيها التهاني التي افتقدناها منذ إخفاق ملحق المونديال في الدوحة. فقد قدّم لاعبونا أمس أداءً مميزاً أمام فريق شاب ومتحمس.
وبهذا الفوز، رفع المنتخب رصيده إلى 6 نقاط في صدارة المجموعة، ليتأهل رسمياً إلى الدور ربع النهائي لمواجهة المنتخب الجزائري، صاحب الإمكانات الكبيرة. وجاء هذا التأهل في وقته تماماً، كدفعة معنوية كنا بأمسّ الحاجة إليها بعد التعثرات الأخيرة وفشل تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم.. بصراحة، بدأ فريقنا سلسلة تطور واضحة منذ مباراة مصر في الجولة الماضية، وواصل نفس الأداء المتوازن ليلة أمس، على أن يكون الاختبار الحقيقي في الدور القادم. ونحن ندرك أن كوزمين سيضع الخطة المناسبة، ولن يندم على قبوله تدريب المنتخب، فقد وصل اللاعبون إلى مرحلة عالية من الاستقرار والثقة، وكلنا معهم.
وقد تَوّج «الأبيض» جهوده بهذا الفوز، وعليه الآن أن يضاعفها يوم الجمعة المقبل. الفريق يسير بالطريق الصحيح، ومن الواجب أن نقف خلفه... فالقادم أهم، والله من وراء القصد