رحيل نجم من الزمن الجميل

ببالغ الأسى والحزن ننعى إلى الأسرة الرياضية رحيل واحد من أفضل لاعبي كرة القدم في تاريخ الإمارات، الراحل إسماعيل جرمن، الذي انتقل إلى جوار ربه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.

لقد كان الراحل علامة فارقة في مسيرة كرة القدم الإماراتية، إذ قدم خلال الستينيات إسهامات فنية كبيرة مع عدد من فرقنا، وترك بصمة لا تنسى مع نادي النصر، عندما تولى تدريب الفريق كونه أول مدرب يقود «العميد» عام 1960، ومنذ ذلك الحين ارتبط بالقلعة الزرقاء لأكثر من خمسين عاماً، عاشقاً لها، ومخلصاً لانتمائه، وأصبح رمزاً ومحط احترام الرياضيين من الرواد الأوائل.

قاد إسماعيل جرمن فريق النصر إلى أول بطولة تنشيطية في تاريخ النادي، كأس بلدية دبي عام 1965، بمعية مجموعة من نجوم ذلك الزمن الجميل، ومنهم: الشيخ مانع بن خليفة، سعيد سيف، عبدالكريم مبارك، ميرزاء، يوسف حبيب، سعيد بوجسيم، كرامة، مجيد الخنجي، إبراهيم جمعة، الفرد، وآخرون من لاعبي تلك المرحلة الذهبية.

وكان الراحل يمتلك حضوراً لافتاً في الملاعب الرملية، حيث كان يشد الجماهير لمشاهدته، ولم يغادر النادي إلا للضرورة، حين كلف بتدريب أول فريق يمثل دبي عام 1970، للسفر إلى إيران وخوض ثلاث مباريات، بدعم ورعاية من سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، حيث تم توفير كل احتياجات البعثة، ومن بينها مركب «الزعبيل» «السمبوك»، وتولى عبدالرحمن تهلك إدارة البعثة، وضمت أبرز نجوم تلك المرحلة مثل: سلطان الجوكر، مظفر الحاج، الحارس يوسف حاجي ناصر، ناصر بهروزيان من نادي النجاح، حارس الأهلي إبراهيم رضاء، وعدد من لاعبي الزمالك، وقد حظي الوفد باستقبال رسمي مميز هناك.

كان جرمن إنساناً طيباً محباً للجميع، دخل قلوب النصراوية، وأبناء جيله، بما امتلكه من روح رياضية وأخلاق رفيعة، وقد سعدت بلقائه قبل نحو 16 عاماً حين أجريت معه لقاء تلفزيونياً قصيراً عبر برنامج «أيام زمان» بقناة دبي، ولا يزال عالقاً في ذهني حديثه عن لعبه في الكويت في الخمسينيات، وكيف لقب آنذاك بالسد العالي قبل انتقاله إلى دبي، فهو لاعب فنان أحبه جيله، ولن ينسى. اليوم، نترحم على روحه، ولا نقول سوى: «وداعاً بومحمد... أحزننا رحيلك». والله من وراء القصد.