عاصمة رياضية تتقدم بثبات

تتطلع قطر بثقة إلى استضافة دورة الألعاب الأولمبية، بعدما دخلت المرحلة الأولى من مسار الإعداد والتحضير ضمن المدن التي يحق لها التنافس على هذا الشرف العالمي، وقد خطفت الدوحة الأضواء في الآونة الأخيرة بفضل كثافة الأحداث والمناسبات التي تحتضنها، ما جعل اسمها اليوم يمثل تحولاً كبيراً في رؤية الدولة للاستثمار الرياضي الاستراتيجي، وليكون ملفها العربي الوحيد في تاريخ الترشيحات الأولمبية، وهو مصدر فخر للجميع.

كانت قطر قد تقدمت بملف الاستضافة قبل سنوات، وتمتلك اليوم بنية تحتية رياضية جاهزة ومطابقة لمتطلبات الدورة الأولمبية، إلى جانب خبرة واسعة في إدارة الفعاليات الكبرى، بعد سلسلة النجاحات التي حققتها في تنظيم بطولات عالمية وعربية وقارية، أثبتت خلالها قدرتها على تقديم تنظيم فائق الجودة ومنشآت تستحق الإشادة.

لم تتوقف الدوحة عند النجاحات السابقة، بل واصلت اللجنة الأولمبية القطرية جهودها في الترويج للملف الأولمبي، وفتحت أبواب التواصل مع العديد من الدول، تزامناً مع نشاط إعلامي مكثف يعكس الجدية في تعزيز فرص الاستضافة. وقد أظهر الاستبيان الذي أجرته اللجنة المنظمة قبل فترة ترحيباً شعبياً واسعاً، يقيناً بأن استضافة الأولمبياد ستعود بخير وفوائد كبيرة على البلاد، كما فعلت كأس العالم والدورة الآسيوية في نقل البنية التحتية القطرية إلى مستويات جديدة.

إن ما يجري اليوم ليس مبادرة عابرة، بل عمل مؤسسي تحول إلى خلية نحل، تُنفَّذ من خلاله خطط استراتيجية شاملة تهدف لبناء مستقبل رياضي مزدهر. ومن يتأمل حجم الفعاليات التي تدار في قطر خلال شهرين فقط يدرك حجم القدرة التنظيمية الفريدة، فقد استضافت: كأس العالم للناشئين لكرة القدم، كأس العرب، الأدوار النهائية لكأس القارات، بطولة الخليج الأولمبية، سباق الفورمولا، كأس آسيا للبادل، كأس العالم للشطرنج، كأس قطر للترايثلون، منتدى الدوحة، إضافة إلى عشرات المنتديات والفعاليات المتنوعة.

حقاً.. إنها عاصمة الرياضة، حيث تعمل المؤسسات بتناغم وتوافق، يجمعها قرار واحد وتوجه واحد نحو مستقبل أكثر إشراقاً. والله من وراء القصد