انتهى الحلم، وخرجنا من الملحق القاري، ليعود بنا الزمن إلى سيناريو عام 1985 في مدينة الطائف، حين تقدم منتخبنا بهدفين على أسود الرافدين، قبل أن يفاجئنا الهدف في اللحظات الأخيرة، ويطيح بآمالنا في بلوغ كأس العالم بالمكسيك 86..

واليوم، وبعد أربعة عقود تقريباً، شاءت الأقدار أن يتكرر المشهد ذاته في البصرة، وأن تُخطف أحلامنا في الثانية الأخيرة من المباراة، بعدما سجل لاعب منتخب العراق أمير العماري هدف التأهل عبر ضربة جزاء، ليقود منتخب بلاده للفوز على منتخبنا بهدفين مقابل هدف، ضمن إياب الملحق الآسيوي المؤهل إلى الملحق العالمي لكأس العالم 2026.

وبهذه النتيجة خطف «أسود الرافدين» بطاقة التأهل للملحق عن القارة الصفراء بنتيجة مجموع المباراتين 3 ـ 2، بينما ودّع منتخبنا الوطني آمال التأهل، بعدما خالفه التوفيق مرة أخرى لاحقاً من الوصول إلى الملحق العالمي المقرر في مارس المقبل.

منذ عام 1994، تتكرر المحاولات بلا حصاد؛ ثلاثة مجالس إدارات تعاقبت، وخمسة مدربين تمت إقالتهم، والنتيجة ذاتها: إخفاق يتكرر، وطموح يتعثر. ولذلك اعتبر البعض هذه الخسارة «كارثة كروية»، خاصة أن هذه المرة كانت أفضل فرصة للصعود وتحقيق الحلم للمرة الثانية لبلوغ قمة الهرم الكروي في بلاد «ماما أمريكا».

ورغم التغييرات الجوهرية التي قامت بها الهيئة المشرفة على اللعبة، واستقطاب مجموعة من اللاعبين الذين انطبقت عليهم شروط اللعب لمنتخبنا، إلا أن الاستفادة لم تكن بالمستوى المأمول، ولم تترجم هذه الجهود داخل المستطيل الأخضر.

إن التجربة بكل تفاصيلها إدارية، فنية، تنظيمية تحتاج إلى تقييم شامل وواقعي، بعيداً عن ردات الفعل المتسرعة.. فإذا كنا نريد بناء منظومة صحيحة، فيجب أن نعمل وفق رؤية واضحة، لا وفق خطوات سريعة لا تُثمر ولا تُغير.
والله من وراء القصد