لقاء منتخبنا مع شقيقه العراقي أعاد إلى ذاكرتي واحداً من أقدم وأعرق اللقاءات في القارة، وهو مواجهة العراق وإيران، ذلك «اللقاء التقليدي» الذي شكل محطة ثابتة في بطولات كأس آسيا منذ انطلاقتها، خاصة في سبعينات القرن الماضي، حين كان المنتخبان يمثلان القوة الكروية الأبرز في المنطقة.

ورغم تفوق إيران في البدايات، إلا أن «أسود الرافدين» سرعان ما قلبوا الموازين وحققوا انتصارات تاريخية منحت هذه المباراة طابعاً خاصاً لا يشبه سواه.

ومن الذكريات التي لا تنسى، وأفخر بنقلها كما رواها لي زميل أكاديمي، ما وصلني قبل فترة من الدكتور جمال صالح، مدرب منتخب العراق ونادي الطلبة سابقاً، حين أهداني صورة نادرة لا تقدر بثمن.

تظهر الصورة المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، الحاكم الأسبق لأبوظبي، والشقيق الأكبر للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

كان الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان وهو جد الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان رئيس اتحاد الكرة الحالي، يحضر مباراة بين العراق وإيران في طهران عام 1968 خلال زيارة خاصة..

انتهت تلك المباراة بفوز العراق بهدفين مقابل لا شيء، وسجل «الدكتور جمال» أحد الهدفين، وقد لفت أداؤه نظر الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، فصافحه وكرمه تقديراً لموهبته، في مشهد يجسد حرص قيادتنا منذ عقود طويلة على دعم الرياضة والرياضيين العرب.

ومع اقتراب «حوار البصرة الكروي» اليوم، عادت بي الذاكرة إلى مسيرة الرياضة ودورها في تعزيز التواصل بين الشعوب عبر المراحل التاريخية المختلفة وصولاً إلى عصرنا الحديث..

فالرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي جسر حضاري يربط بين الأمم، وهو نهج راسخ في فكر قادتنا الذين أولوا العلاقات الإنسانية أهمية كبرى، وكانوا من أشد المهتمين بالرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص.

ومنذ أكثر من ستة عقود، وأسرة آل نهيان الكرام تولي قطاع الشباب والرياضة اهتماماً كبيراً، وتؤكد دائماً أن الرياضة كانت وستظل وسيلة للتواصل الإنساني وترسيخ القيم والأخلاق بين الشعوب.