تمتد العلاقات الكروية بين الإمارات والعراق لأكثر من خمسة عقود، حافلة بالمحبة والتنافس الرياضي الجميل، وتقديم أجيال من النجوم، الذين ارتدوا قمصان منتخبات وأندية البلدين الشقيقين. وبدأت الحكاية عام 1970 عندما قام نادي الخليج من إمارة الشارقة قبل دمجه مع العروبة ليصبح نادي الشارقة الحالي بزيارة إلى العراق، ولعب خلالها مباريات تجريبية عدة مع أندية محافظة السليمانية، ومنذ ذلك التاريخ تشكلت جسور التواصل الكروي مع الأشقاء، وتعززت أكثر مع تعاقد الأندية الإماراتية على مدى السنوات مع مدربين ولاعبين عراقيين، تركوا بصمتهم في ملاعبنا.

أما على مستوى المنتخبات فقد جاءت أولى المواجهات بين «الأبيض» و«أسود الرافدين» في كأس فلسطين عام 1973 بليبيا، ثم عام 1975 في تونس، تلتها مباراة كأس الخليج الرابعة في الدوحة عام 1976، ثم مواجهة بغداد في «خليجي 5» عام 1979، وجاءت النتائج حينها لصالح العراق، نظراً لتاريخه الكبير وقوته الكروية، وكانت آخر المحطات البارزة اللقاء الأخير في تصفيات الملحق الآسيوي، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي.

ولا ننسى المواجهة التاريخية في نهائي «خليجي 21» بالبحرين، والذي يعد من أجمل النهائيات، وانتهى بتتويج «الأبيض» بلقبه الخليجي الثاني، كما جمعت المنتخبين لقاءات عديدة على مستوى المنتخب العسكري في دبي والكويت أواخر السبعينيات، إضافة إلى منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، وكانت جميعها تتسم بالأداء الجميل والروح الرياضية والتنافس النزيه.

وما زلت أذكر المشهد الأجمل في مباراتنا الأخيرة، حين عبرت جماهيرنا عن تقديرها للكرة العراقية، قابله رد فعل أروع من محبي «الأخضر» العراقي، الذين أبدوا محبة واحتراماً كبيرين لـ«الأبيض» الإماراتي، ولهذا وجد اتحاد الكرة كل الترحيب من نظيره العراقي، وتسهيل مهمة جماهيرنا، التي ستغادر بعد المباراة.

اليوم يبدأ منتخبنا أجواء البصرة قبل لقاء الحسم غداً، ولا تزال محطة «المكسيك» حاضرة في الذاكرة. أمنياتي لمنتخبنا بالعبور، والله من وراء القصد.