ذكريات لا تنسى!

وصلنا إلى مرحلة الحسم، وموعد الفرصة الأخيرة بين منتخبنا الوطني وشقيقه العراقي، في الملحق الآسيوي المؤهل إلى الملحق العالمي المؤدي إلى كأس العالم 2026، وقد بلغ المنتخبان هذه المرحلة بعد مشوار طويل، تخلله الكثير من التحديات والفرص الضائعة نحو التأهل المباشر.

استعد منتخبنا الوطني بهدوء بعيداً عن الأضواء، وظهر جاهزاً من جميع النواحي لزرع الفرحة في قلوب جماهيره، التي حرصت على شراء التذاكر مبكراً، تعبيراً عن دعمها الكبير وثقتها بالفريق، وكان لحضور معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان ولقائه باللاعبين قبل المواجهة أثر إيجابي كبير في رفع معنوياتهم، حيث شدد على أهمية الفوز وحصد النقاط الثلاث.

المنتخبان الإماراتي والعراقي تجمعهما مواجهات طويلة، تمتد لأكثر من نصف قرن، بدأت أولها في أغسطس 1973 ضمن بطولة كأس فلسطين في ليبيا، ومن أبرز لقاءاتهما التاريخية الفوز الذهبي، الذي حققه «الأبيض» في كأس آسيا 1996 بأبوظبي، عندما سجل عبد الرحمن إبراهيم هدف الحسم الذهبي، كما تبقى ذكرى نهائي «خليجي 21» في البحرين خالدة، حين تألق عمر عبد الرحمن «عموري»، ليقود منتخبنا للتتويج باللقب بعد فوز مثير بنتيجة 2-1.

أما آخر مواجهاتهما فكانت في تصفيات كأس العالم 2022، حيث تعادل المنتخبان 2-2 في الإمارات، قبل أن يفوز العراق على أرضه 1-0. وهذه المواجهة تذكرنا بسيناريو مشابه لا ينسى، يعود إلى تصفيات مونديال المكسيك 1986، عندما كنت مرافقاً إعلامياً لبعثة المنتخب في مدينة الطائف.

يومها تقدمنا بهدفين نظيفين، قبل أن يسجل العراقي كريم صدام هدفاً قاتلاً في اللحظات الأخيرة، قلب الفرح إلى حزن، ومنح «أسود الرافدين» بطاقة التأهل، ليواصلوا المشوار نحو المونديال. يومها أطلقت الصحافة على ذلك الهدف اسم «شعرة المكسيك»!

كانت مباراة الذهاب في الإمارات قد انتهت بفوز العراق 3-2، بينما فزنا في الإياب بالطائف 2-1، لكن الهدف القاتل لكريم صدام بالدقيقة الأخيرة منح العراق الأفضلية بفارق الأهداف. مشهد لا يزال عالقاً في ذاكرة كل من عاش تلك اللحظات.

واليوم وبعد نحو أربعة عقود على «شعرة المكسيك» نأمل أن يكتب منتخبنا الوطني صفحة جديدة من الفرح، وأن تكون هذه المواجهة بوابة عبور إلى حلم المونديال.

دعواتنا الصادقة لـ«الأبيض» بالتوفيق والفوز. والله من وراء القصد.