في مشهد إنساني مؤثر، استضافت دولة الكويت الشقيقة مواجهة أفغانستان مع باكستان في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2027، رغم الحرب الأخيرة بين البلدين.
مشهد يعيد إلى الأذهان قدرة الرياضة على جمع الخصوم تحت راية التنافس الشريف، حينما تعجز السياسة عن فعل ذلك.
تذكرت من خلال هذه الواقعة مواقف خالدة، أبرزها ما فعله الشهيد فهد الأحمد، رحمه الله، حين نظم دورة الصداقة والسلام عام 1981 في الكويت، التي جمعت منتخبي العراق وإيران رغم الحرب المشتعلة بينهما آنذاك، كان مشهداً مهيباً لقائدي الفريقين وهما يحملان المصحف الشريف ويدخلان به إلى الملعب، ليؤكدا للعالم أن الرياضة تستطيع أن تفتح نوافذ الأمل حتى في زمن الحرب.
لقد أثبتت التجارب أن الرياضة قادرة على رأب الصدع وتبريد الخلافات بين الدول المتخاصمة، فهي لغة يفهمها الجميع، تتجاوز الحدود والسياسة والاختلافات. ومن الأمثلة القريبة، ما حدث في البطولة العربية بالقاهرة عام 2003، حين وقع نادي الكويت اتفاقية توأمة مع نادي الشرطة العراقي، بعد قطيعة دامت أربعة عشر عاماً، بفضل كرة القدم التي أعادت العلاقات إلى طبيعتها وجعلتها، كما نقول باللهجة الدارجة، «فل الفل».
الرياضة ليست مجرد منافسة داخل المستطيل الأخضر، بل هي جسر للسلام والتقارب بين الشعوب، ودليل على أن الحوار يمكن أن يبدأ بصفارة حكم قبل أن يكتبه سياسي على ورق.
لذلك، تدرك القيادات الحكيمة في العالم أهمية هذا الدور، وتعمل على توظيف الرياضة والشباب في بناء جسور الثقة وتعزيز السلم المجتمعي.إنها رسالة نبيلة نحتاج أن نعيد تذكير أنفسنا بها؛ الرياضة قادرة على تحقيق ما تعجز عنه السياسة.. والله من وراء القصد