خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أبطال رباعية الموسم الكروي، نادي شباب الأهلي، قبل أيام، استوقفتني واقعة الحوار بين سموه مع الحارس المتألق حمد المقبالي، الذي يعتبر أسعد حارس مرمى في تاريخ اللعبة، اليوم، عندما أشاد القائد بمبادرة «الابن»، بعد الانتهاء من لحظة التتويج، حيث فضّل الذهاب إلى والدته، وأهداها البطولة والإنجازات التي تحققت، وقبّل رأسها، معبّراً عن فرحته بوجودها في الملعب، اللقطة كانت حديث الناس، لأن الأم مدرسة، ولا يمكن الحديث عن نجاح الرياضي دون التطرق إلى الدور المحوري الذي تلعبه الأم في مسيرته، فهي النواة الأولى التي تزرع في نفسه القيم، وتنمي فيه روح الإصرار والانضباط منذ لحظات الطفولة الأولى، تكون الأم هي الداعم الأول، والموجه الأساسي، والحضن الدافئ الذي يمنح الرياضي القوة النفسية.
تبدأ أهمية الأم في حياة الرياضي، من اللحظة التي تلاحظ فيها موهبته، فتسعى بكل جهد لتوفير البيئة المناسبة لتنميتها، فهي من تواكب التدريبات، وتضبط المواعيد، وتتحمل أعباء التنقل والإرهاق، بل وتكون في كثير من الأحيان المدرب الأول، والمعلمة الصبورة، والمشجعة الدائمة، دون انتظار مقابل، تلعب الأم دوراً كبيراً في تعزيز الثقة بالنفس لدى الرياضي، كلماتها، دعواتها، وحتى صمتها الحنون في الأوقات الصعبة، تكون البلسم الذي يخفف التوتر، ويشحذ العزيمة، وفي لحظات الفشل والانكسار، تكون أول من يمد يده، لا باللوم، بل بالاحتواء والدعم، لتعيد بناء ما تهدّم، تتحمل الأم أدواراً مضاعفة، فهي ليست فقط سنداً عاطفياً، بل أيضاً مصدر لتحفيز الرياضي للنجاح العلمي والاجتماعي، بجانب الرياضي، فكم سهرت الليالي «أم حمد»، تدعو لابنها، لأجل تحقيق النتيجة المشرفة، لتراه يحقق حلمه.
في النهاية، إن نجاح الرياضي، هو في جانب كبير منه، ثمرة لتضحيات أم عظيمة، آمنت به، قبل أن يؤمن بنفسه، وأن أي تكريم أو لقب يناله، لا يكتمل إلا حين يُهدى لتلك السيدة، التي كانت، وما زالت، القلب النابض خلف كل إنجاز، وشكراً «أم حمد».