المونديال لمن يستحق!!

الوصول إلى نهائيات كأس العالم ليس حدثاً عابراً، بل هو مشروع وطني طويل الأمد تخطط له الدول سنوات عبر اتحاداتها الوطنية لكرة القدم، باعتبار أن التأهل لهذا المحفل العالمي يعكس مدى تطور وثقافة الدولة الرياضية.

ومن تابع التصفيات الحالية المؤهلة إلى مونديال 2026، الذي سيشهد مشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى في التاريخ، يلاحظ أنها من أسهل النسخ على صعيد الطريق إلى النهائيات، ولن يتخلف عنها إلا من لم يستعد جيداً أو لم يهيئ نفسه بالشكل المطلوب.

وإذا عدنا إلى التاريخ نجد أن عدد المنتخبات المشاركة تطور بشكل تدريجي؛ إذ بدأ بـ 13 منتخباً في أول بطولة عام 1930، ثم ارتفع إلى 16 منتخباً في تصفيات 1934 حتى عام 1978، قبل أن يصل إلى 24 منتخباً منذ مونديال إسبانيا 1982، وحتى مونديال الولايات المتحدة 1994، ثم إلى 32 منتخباً من فرنسا 1998 حتى قطر 2022. واليوم قررت «الفيفا» رفع العدد إلى 48 منتخباً ابتداء من مونديال 2026، ما يمنح فرصة أكبر لعدد غير مسبوق من المنتخبات للمشاركة في العرس الكروي العالمي.

نعم كانت ليلة الخروج حزينة، لا نريد أن نتوقف بل علينا أن نتحرك ونعيد أمورنا إلى الصواب نتعلم من التجربة عامة ونقيم الأمور على كل الاتجاهات وأملنا باقٍ لم يضِع نريد أن نتوقف عند الخسارة وما نتج عنها من تداعيات، العاطفة والانفعالات لن تفيد فقد منحت هذه النسخة من التصفيات الاتحادات الوطنية فرصة حقيقية لتحقيق حلم المونديال.

فالفيفا من خلال هذه التغييرات يسعى إلى توسيع قاعدة المشاركة، وتحقيق مكاسب مالية ضخمة، إلى جانب فوائد فنية للدول المنضوية تحت لوائه، في منظومة عالمية تمثل ما يشبه إمبراطورية كبرى لكرة القدم. والله من وراء القصد.