ذاكرة المجد الكروي العربي

في حضرة أكتوبر يقف التاريخ شاهداً على لحظات المجد الكروي التي لا تنسى، ففي مثل هذا الشهر قبل 36عاماً عاش الشارع الرياضي المحلي فرحة لا تضاهى عندما تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، في إنجاز تاريخي ما زال محفوراً في الذاكرة.

جاء ذلك في مرحلة دقيقة مرت بها كرة القدم الإماراتية، بعدما قدم اتحاد الكرة استقالته الجماعية، فتولى المجلس الأعلى للشباب والرياضة آنذاك المسؤولية، وقرر تشكيل لجنة مؤقتة من كبار موظفي الأمانة العامة، لتتولى مهمة الإشراف على مرحلة الإعداد والتحضير للمنتخب.

وبرز حينها المدرب البرازيلي الراحل ماريو زاغالو، بمساعدة مواطنه شيرول، ثنائياً ذهبياً في قيادة الفريق، إذ تركا بصمة فنية واضحة بفضل خبرتهما وكفاءتهما العالية، ونجحا في صناعة منتخب حقيقي يضم نجوماً يلعبون بروح قتالية وأداء رجولي، ويمتلكون مهارات فردية متميزة وقدرة على صناعة وتسجيل الأهداف.

خلال تلك الفترة تألق الأبيض بصورة أبهرت جماهير المنطقة والقارة، وبرز حضوره في بطولتي خليجي 8 و9 تحت قيادة المدرب كارلوس ألبرتو، في ظل سياسة ناجحة انتهجها اتحاد الكرة حينها بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان.

وفي أكتوبر أيضاً استعان المنتخب بالمدرب زاغالو لقيادته في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 1988 بالدوحة، حيث حقق الأبيض أول انتصار له على اليابان، وكان ذلك فاتحة لمرحلة جديدة من الثقة والطموح.

واليوم، ونحن نكتب في حضرة أكتوبر، تعود الذكريات مجدداً، متزامنة مع ذكرى نصر أكتوبر المجيد، لنعبر عن فرحتنا بالإنجازات العربية المتجددة بعد تأهل منتخبات مصر وتونس إلى نهائيات كأس العالم 2026، لينضما إلى منتخبي الأردن والمغرب، تأكيداً للحضور العربي المشرف في المحفل العالمي بهذا التأهل، متمنياً للمنتخبات العربية مواصلة تألقها وتمثيلها المشرف للعرب في المونديال.

ونحن بدورنا نرفع الدعاء والأمل، أن نرى من بين خمسة منتخبات خليجية جديدة تلتحق بالركب العالمي، من الدوحة والرياض، وأن يواصل منتخبنا الوطني مشواره بثقة نحو تحقيق الحلم المونديالي من جديد. قولوا معنا يا رب.. والله من وراء القصد