زمان، حين كانت الأندية في مرحلة الهواية، كانت تصطحب معها وفوداً إعلامية وصحفية تغطي مشاركاتها في البطولات القارية والإقليمية، فنرى الحدث حياً أمامنا، وننقله للقراء بصفحات كاملة وتفاصيل شائقة. اليوم، في عهد الاحتراف، ومع وجود مكاتب إعلامية ومنسقين بالأندية، تغير المشهد تماماً؛ ففرقنا تسافر وتعود من دون أن نشعر بها، وكأن مشاركاتها تمر مرور الكرام.

أصبحنا نتابع أخبارها من خلال قنوات مدفوعة ومشفرة، وإن وجدنا خبراً في الصحافة المكتوبة فهو لا يتعدى سطرين أو ثلاثة، لا يشبع فضول المتابع ولا يرضي شغف عشاق اللعبة. اختفت تلك الصفحات والملاحق الخاصة، وحلت محلها وسائل الإعلام الحديثة، التي غدت الأسرع والأوسع انتشاراً، وأصبحت متكاملة مع الإعلام التقليدي الذي يظل -برأيي- الأكثر مصداقية وموضوعية.
تغير العالم إعلامياً رأساً على عقب، وأصبح لزاماً علينا -نحن الإعلاميين المخضرمين- أن نساير هذه التحولات السريعة.

نتوقف هنا عند خسارة الاتحاد السعودي أمام شباب الأهلي بهدف دون رد في جدة، حيث قدم الفرسان أداء إيجابياً ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة.

كما نجح الوحدة في تعزيز انطلاقته المميزة في البطولة نفسها، وعاد إلى أبوظبي بنقطة ثمينة، بعد فرضه التعادل السلبي على تراكتور الإيراني في تبريز، رافعاً رصيده إلى أربع نقاط، مواصلاً بذلك الأداء الثابت والمقنع الذي يقدمه منذ بداية الموسم في دوري أدنوك للمحترفين.

وفي المقابل افتتح العين مشواره في دوري أبطال الخليج بفوز مستحق خارج الديار على سترة البحريني، ضمن المجموعة الأولى، في حين عاد الشارقة بنقطة مهمة من تعادله مع السد القطري (1-1) في الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة.

تمنياتنا لأنديتنا مواصلة العروض المشرفة، واستثمار هذه البطولات في إشراك لاعبين لا يجدون فرصتهم محلياً؛ فالأموال التي تنفقها الأندية يجب أن تترجم إلى جاهزية حقيقية لكل الاستحقاقات.
الإعلام تغير، والرياضة مستمرة، وعلينا أن نأخذ نصيبنا من الحاضر كما أخذناه من الماضي، والله من وراء القصد.