فاقد الشيء الذي وصله كل شيء!

كتابة الرأي هي الأهم في مسيرة الصحافي والكاتب، فكلما وجد تجاوباً من القراء، شعر بسعادة الوصول بالرسالة إلى هدفها المنشود. وقد تلقيت مؤخراً توضيحاً ورداً سريعاً من العميد «م» حسن إبراهيم، على مقالتي «أنا ومن بعدي الطوفان»، قال فيه:

«لقد وضعت يدك على مكمن الداء، ألا وهو الإدارة، فهي الرافعة للعمل الرياضي، وفي الوقت نفسه، قد تتحول إلى سلاح دمار شامل. دولتنا – والحمد لله – أنجزت بنيتها التحتية المتطورة (الشوارع – المنازل)، واليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، وصلت الدولة إلى مرحلة النضج ووضوح الرؤية، بينما بقينا نحن في الرياضة دون حراك، لم نواكب تلك النقلة النوعية، فمفاهيمنا ما زالت بدائية، ورؤيتنا ضبابية، وتغيب عنا المنهجية.

والأخطر، أننا لم نتخلص من أمراض النفوس ومصالحها الضيقة، فأدخلنا الحسابات الشخصية في العمل الرياضي، وغاب عنا مفهوم المصلحة العامة، الأمر الذي أعاق تطورنا، وأبعدنا عن ركب التقدم، حتى بتنا نعيش حالة من الاغتراب الرياضي».

وبدوري أقول: فاقد الشيء، وصله كل شيء!

في الحياة، هناك قاعدة غير مكتوبة تقول: «من يزرع يحصد، ومن يتعب يصل، ومن يسهر الليالي ينل مبتغاه». غير أن الواقع الرياضي عندنا يقدّم مشهداً مغايراً، حين نرى أشخاصاً لم يبذلوا جهداً يُذكر، ومع ذلك، وصلت إليهم المناصب الرياضية، وكأن الأقدار اختارتهم وحدهم، لتفتح لهم الأبواب بلا حساب.
هؤلاء الذين «فقدوا الشيء» – أي لم يملكوا أدواته، لا علماً ولا جهداً – صاروا مع ذلك يسيطرون على كل شيء، وهنا مكمن الخلل. والله من وراء القصد