أثار انتباهي التحقيق الذي نشرته «البيان» قبل أيام للزميل محمد فضل، حيث وضع يده على الجرح، والنقاط على الحروف، من خلال التحقيق المهم الذي انفردت به الجريدة، من خلال سردها للمعاناة التي تواجهها أندية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، والتي يطلق عليها، اصطلاحاً، اسم أندية المظاليم، فالانسحابات تعددت، والمشكلة زادت وتتكرر كل سنة، ولا نجد لها حلاً، والأزمة تتطور من عام لآخر، فلا يعقل أن تنسحب وتغيب أندية عن مسابقة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، خصوصاً وأن لعبة كرة القدم تعد الأكثر شعبية لدى الشباب، وأكثر انتشاراً وإثارة لدى محبي اللعبة، التي أطلق عليها «الساحرة المستديرة».
ولا نقبل أن يتوقف هذا الجيل ولا يمارس لعبته المفضلة، في المقابل نصرف الكثير على لاعبين من كل قارات العالم، ومستويات بعضهم الفنية لا تتناسب مع ما يتقاضونه!! وشخصياً، لست من أنصار أن نحرم أندية لها تاريخها منذ الستينيات من نشاط كرة القدم، وتتحول إلى مراكز اجتماعية، فهناك فارق كبير بين المركز والنادي، ولا نريد للأندية أن تتحول إلى مراكز خدمية، كما جاء في التحقيق، بل نريد أن يتم الاهتمام بها، وكذلك التركيز عليها، حتى تعود وتصحح مسارها، وهذا لا يتم إلا بدعم المؤسسات المعنية في مجال الرياضة، سواء في الرياضة أو اتحاد كرة القدم، ونحن على ثقة تامة بأن المسؤولين عن أمر الرياضة، لن يتركوا أبناءنا وأنديتنا تتوقف عن ممارسة أهم مَنْشَط حيوي لطاقات الشباب، وهو كرة القدم، ويقيني أن الأندية التي أعلنت انسحابها خلال الموسم الماضي، ستعيد ترتيب أوراقها، وتستعد للعودة من جديد إلى بقية رفاقها من أندية المسابقة، وهذا لا يتأتى إلا بتوفير الإمكانات التي تتيح للأندية المعنية بالأمر، ممارسة نشاطها بشكل دائم ومستمر، وتعود إلى حضن الدوري من جديد، عاجلاً وليس أجلاً.. والله من وراء القصد.