هجرة اللاعبين الصغار أنديتهم أثارت العديد من محبي كرة القدم؛ لأنها مشكلة مقلقة في المجتمع الرياضي، ويرى الدكتور خالد سعيد النقبي أن الخلل ليس في النادي، وإنما في الاستراتيجيات وتغيير أفكارها، الأندية حالياً ليست رياضية اجتماعية ثقافية تهدف إلى تحقيق القيم التربوية والاجتماعية، من أجل بناء مجتمع رياضي يوفر لأبنائنا ثوابت أخلاقية وقيماً اجتماعية بدلاً من الاتجاه لمنعطف آخر، كما أن غياب الحوكمة الرياضية زاد من هذه المشكلة، الأصل أن نسترجع دور الأندية في المجتمع كمؤسسة ضمن مؤسسات العمل الاجتماعي، ليس اعتراضاً على الاحتراف، ولكن دعماً له بما يتناسب مع أهدافنا، نحن مجتمع يهتم بالقيم الاجتماعية وبناء الإنسان قبل كل شيء، صحيح الجسد «متزين» بالأخلاق والقيم الاجتماعية الإسلامية والعربية، وهو الهدف الأسمى لها، والحفاظ عليها من كل تداخلات ثقافية أخرى، نريد الإنسان الذي يقوينا وليس العكس، عندما كانت لدينا أندية رياضية اجتماعية ثقافية، وصلنا كأس العالم إيطاليا 90، وحصلنا على فضية وبرونزية كأس آسيا وبطولتين لكأس الخليج، كانت الأندية ملتقى للتجمعات الشبابية والأسرية لأفراد المجتمع، وكذلك الحضور الجماهيري للمواطنين كباراً وشباباً وأجيالاً واعدة، كان اللاعب وقتها مثقفاً ومتعلماً، كانت هناك مجلات ثقافية بها العديد من الأنشطة طوال العام، والسؤال: أين هي الآن؟
يجب أن تتم مراجعة استراتيجيات الأندية وإعادة صياغة دورها في المجتمع، ومتابعة نتائجها الرياضية والاجتماعية والثقافية، والاطلاع على حساباتها ونفقاتها من قبل الجهات المسؤولة، وتصدر على شكل بيانات يتم تحليلها وفق أرقى منظومات التحليل الإحصائي، لنرى النتائج وندرك الأسباب حتى نتمكن من إيجاد الحلول بما يناسبنا، المشكلة في رياضتنا عامة، وكرة القدم خاصة، ليست في اللاعبين الأجانب، بل في الاعتماد عليهم كحل دائم بدلاً من تطوير اللاعب المحلي، يجب أن ندرك أن الرياضة ليست مجرد منصب، بل أمانة ومسؤولية كبيرة، ومن لا يؤمن بذلك، فمكانه ليس في الصفوف الأمامية. نريد أفكاراً تطور رياضتنا. انتهت النصيحة.. والدين النصيحة.. والله من وراء القصد.