رياضتنا بحاجة إلى إصلاح حقيقي، يبدأ من الأساس والقاعدة، ومن الأندية الرياضية التي بدأت تظهر جلياً مشاكلها، سواء من حيث الانسحابات، التي نسمع ونقرأ عنها في مسابقات الكرة، وعدم تكوينها الصحيح عند التأسيس أو بسبب أزماتها المالية، وإيقاف النشاط الكروي بها، وعدم قدرتها على الاستمرار ومواصلة العطاء، الآن نرى أن بعض الأندية الكبيرة تقوم بإلغاء رياضات مهمة على خريطة الرياضة الإماراتية، ولعل التحقيق الذي نشرته «البيان» بالأمس يوضح المعاناة، حيث القضاء على الكثير من المواهب في كرة اليد وغيرها، وهذه المشكلة أصبحت تواجه الاتحادات سنوياً دون أن نجد لها حلولاً، فهناك بعض الدول تشترط على المؤسسات الرياضية عند تكوين النادي بأن تكون لديه 10 رياضات متنوعة، وهي اشتراطات أساسية، ولا بد أن تقوم بها تجاه ما تريد تحقيقه أو المشاركة بالمسابقات المختلفة، اليوم يحدث العكس عندنا، فالنادي الواحد يعتمد على فريق كرة القدم فقط، وهذه نقطة سلبية لا بد أن نعالجها، وفق دراسة الواقع الميداني والتقاء مسؤولي الأندية، وليس بعقد الندوات والمؤتمرات والمنتديات والخلوات الإعلامية كحل لهذه الأزمات، إذا كنا نريد تصحيح الوضع يجب أن نبدأ بتصحيح حقيقي من الأساس، وما نسمع ونقرأ اليوم عنه من المؤتمرات والتنظيمات ليس سوى «شو» إعلامي تسويقي لن يصلح الصورة التي نراها، الإصلاح يجب أن يكون في مقدمة ما سيطرح في الأيام المقبلة إذا كان لدينا «خلوة»، وأعتقد أن حل القضايا الرياضية المحلية أفضل كثيراً من الإنفاق عليها، أقول للقائمين على الرياضة: يجب أن تحملوا هذه المسؤولية التاريخية في أعناقكم، وإذا أردنا تصحيح الوضع الرياضي فلا بد أن نبدأ بهذه المعضلة، التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بالأندية الكبيرة، ومنها للأسف من يمتلك الإمكانات المالية الضخمة، وحتى نكون واقعيين لا بد من معالجة الأمر، فهو أهم من عقد الندوات والمؤتمرات، والحل لهذه الأزمات أن نبدأ بمشكلة إلغاء اللعبات، التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، ونتعامل معها بواقعية، لنكون واقعيين بعيداً عن الاهتمام بفرق كرة القدم ولاعبيها الأجانب، وأذكركم أولادنا أولى بفلوسنا! والله من وراء القصد.