درس أردني!

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرحتنا كبيرة بعد أن تألق النشامى في يوم تاريخي كتب بأحرف من نور، فقد أجاد لاعبوه وتمكنوا من هزيمة العملاق الكوري في واحدة من أجمل مباريات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم التي كتبت شهادة جديدة للكرة الأردنية بعد أن حقق الأردن فوزاً صاعقاً على كوريا الجنوبية 2 - 0، ليبلغ المباراة النهائية لكأس آسيا لكرة القدم المقامة حالياً في قطر، والمقررة السبت على استاد لوسيل، وذلك للمرة الأولى في تاريخه.

وكان المنتخبان التقيا في دور المجموعات وانتهت المباراة بالتعادل بعد أن تقدم النشامى 2 - 1 حتى الوقت بدل الضائع.

وكانت كوريا تخوض الدور نصف النهائي للمرة الثامنة علماً أنها توجت باللقب مرتين عامي 1956 و1960 أي أن الكوريين يبحثون عن اللقب منذ 64 عاماً.

استحق المنتخب الأردني الفوز لأنه كان الأفضل والأخطر طوال الدقائق التسعين، وتألق في صفوفه جميع اللاعبين من دون استثناء، وعلى وقع هتافات الجمهور الأردني «العب يا أردن» و«يا أردن جينا من كل مدينة»، بدأ النشامى المباراة بثقة عالية، حيث تبادل لاعبوه الكرة بسهولة وأجبروا المنتخب الكوري على التراجع.

ونجح النشامى في قيادة المباراة إلى بر الأمان بفضل بسالة الدفاع التي تميز بها الأردنيون في هذه البطولة، بينما بعض اللاعبين من المنتخبات العربية لم يكمل المشوار بعد أن فشلوا وتعثروا هم ومدربوهم من الذين يكلفون خزائن الاتحادات الخليجية أرقاماً خيالية على عكس الجهاز الفني الأردني بقيادة المدرب العربي المغربي النجم حسين عموته الذي دخل البطولة دون تصريحات وضجيج إعلامي وعمل بكل تواضع، وأهم من ذلك أنه استطاع أن يحبب اللاعبين بأنفسهم، وكان الشعار حبوا بعضكم لبعض، هكذا يقدم الأردنيون لنا درساً ولا أروع علينا نتعلم ونستفيد منه، لأنها كانت بالفعل تجربة مثيرة تستحق التوقف عندها، فإبعاد كوريا عن النهائي أمر ليس بهين، فكرة القدم تعطي من يعطيها، وقد أجاد الأردنيون واستحقوا الفوز ورفع الرأس العربي، ونجحت الكرة الأردنية في محك واختبار حقيقي، وعلينا أن نستفيد منها.. والله من وراء القصد.

 

Email