صيف ساخن

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الأندية تستعد للموسم الجديد مبكراً، في صيف ساخن، حيث التحركات والاتصالات والسفرات السرية، واللقاءات بين إدارات الأندية وبعض السماسرة ووكلاء اللاعبين، بهدف التعاقد مع الطاقم الجديد بعد تجارب ناجحة للبعض وفاشلة للآخر، والظاهرة العجيبة تتكرر سنوياً، فقد ضربت أنديتنا الموقرة حالات كثيرة من «تفنيشات» المدربين، وكلفتنا هذه الظاهرة السلبية الملايين من الدراهم وتعرضت أنديتنا لخسائر مالية جسيمة من جراء هذه التغييرات.

وهذه الأيام يشهد سوق المدربين تحركات سريعة وناجحة، إذ أنهت بعض الأندية تعاقداتها، ونخص الأندية الكبيرة التي تعتبر دائماً القدوة والمثل للأندية الأخرى الصغيرة ونتحدث عنها من واقع نتائجها الأخيرة بالمسابقة، فنجد أن بعض الأندية بدأت التعاقدات قبل ختام الموسم الحالي بعدة أسابيع، كما أن الأجواء داخل جدران الأندية لا تساعد على العمل بروح عالية نظراً لسيطرة فئة معينة، نجحت في تطفيش الكثير من أبناء النادي وحتى المدربين الأجانب يحاربونهم باستمرار.. وهي أزمة حقيقية تعاني منها كرة القدم داخل القاعدة الأساسية للعبة ودون أن ندري.. وفي النهاية ندفع الثمن غالياً ولا يوجد من يحاسب ويقيم العمل، وتترك الأمور «سائبة» فتنخرب الأندية بسبب قرارات انفعالية على الورق.

وكل همنا، للأسف الشديد، هو كيف ننافس بعضنا البعض ضاربين المواثيق والاتفاقيات بعرض الحائط ونطبق شعار «اللهم نفسي».

والمسؤولية تقتضي أن يعلن المسؤول الاستقالة بعد أن يشعر بالإخفاق الذي مر به الفريق أو المؤسسة التي يتولى الإشراف عليها وهو المسؤول عنها.

ومازلت عند رأيي بأن الوضع هكذا يستمر دون تغيير طالما التغييرات تتم وفق منهجية واحدة بعيداً عن اختيار الأعضاء أي بما يسمى بالجمعيات العمومية، فقد ولت تلك المرحلة المهمة من مسيرة الرياضة عامة، عندما كان يتم الاختيار بعيداً عن العاطفة أي برغبة وصدق، بل كان الأعضاء يدفعون الرسوم من أجل الوصول إلى مجلس الإدارة ولم نكن نعرف مبدأ «شيلني بشيلك»!

والجيل القديم ومهما قلنا عنهم فإنهم يمثلون عهداً جميلاً ليته يعود مع التغييرات والمستجدات التي صاحبت مسيرتنا الرياضية عامة والكروية خاصة!!

والله من وراء القصد.

 

Email