جاسم مندي حكم دولي من البحرين الشقيق، أصدر كتاباً توثيقياً عن تجربته التحكيمية الطويلة، حيث قام بتدشينه منذ فترة قصيرة لم ينس فيها دور الكرة الإماراتية وقياداتها وخصص فصلاً كاملاً يشيد بوقفتنا معه، وإن دل ذلك إنما يدل على وفاء أهل البحرين الكرام وحبهم لوطنهم الثاني الإمارات، عقب إصدار الكتاب تلقى العديد من القيادات الرياضية والإعلامية في الدولة نسخة منه.

بدأت قصة «مندي» عندما وصل إلى الدولة مدرساً في منطقة عجمان التعليمية وفي تلك الفترة كانت بدايات تأسيس اتحاد الكرة وأسندت له بعض المهام خاصة مع فرع الاتحاد في دبي، وكان في ذلك الوقت لا يوجد حكام دوليون في الكرة الإماراتية، وفي أول موسم عام 1972-1973 كانت المسابقة بين فرق دبي والمناطق الشمالية، قام جاسم مندي بإدارة معظم المباريات في دورينا المحلي، بالإضافة إلى بعض المباريات القوية والمصيرية.

أبرزها لقاء النصر وسانتوس البرازيلي في فبراير 73، تلك المباراة التاريخية التي جمعت ما بين «عميد» الأندية الإماراتية وسانتوس البرازيلي بقيادة أسطورة كرة القدم بيليه، كان الشعور جميلاً أن يحكم «مندي» لهذا الفريق العريق وفي وجود «بيليه»، حدث تاريخي بقي خالداً في مسيرة حكمنا العربي البحريني، يومها كان التعامل مع جميع اللاعبين «سواسية» سواسية دون التحيز إلى أفضل لاعب في العالم وقتها، ويتذكر جاسم مندي، في الاستراحة بين شوطي المباراة، جاء المنظمون وأخبروه أنه من المهم وجود بيليه في الملعب ولا مجال أن يُطرد أو يخرج من الملعب تحت أي ظرف، ليرد «مندي» لا سلطة فوق سلطة الحكم في المباراة.

وأتذكر أيضاً أن حكمنا البحريني جاسم مندي قام بالتحكيم في لقاءات الفرق الأجنبية التي زارت الإمارات رغم أنه كان في «سنة أولى» تحكيم في الدولة، ونظراً لأدواره الاجتماعية والإنسانية والرياضية واجتهاده المستمر تم وضع اسمه كحكم ممتاز في كل الفعاليات الرياضية الكبرى، شكراً «بوعبد الرحمن» على هذه اللفتة الطيبة التي لها معنى كبير لدى نفوسنا جميعاً.. والله من وراء القصد