مدرستي البيان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجربتي مع الصحافة مليئة بالأحداث والذكريات، حلوها ومرها على السواء، ولن يكفي يوم أو شهر ولا حتى سنة لتناولها، وذلك لفخري بأنني من أوائل أبناء هذه الأرض المعطاء ممن جاهدوا وكافحوا في هذه المهنة منذ البداية، أي من الصفر، وتحديداً أواخر عام 1978 مع جريدة الوحدة، وبالتحديد بعد الانتهاء من مهرجان الشباب العربي الرابع الذي نظم في المغرب بمدينة الرباط، ويومها عرض علي الإعلامي البحريني المخضرم محمد علي حسين التعاون مع جريدة الوحدة التي كانت تصدر آنذاك في أبوظبي، وما زلت أعتز كثيراً بأن أكون أول من احترف الصحافة الرياضية واعتبرها مصدر رزقه، وقد كسبت الكثير وعرفتني بالناس، وكسبت منها صداقة وحب وتقدير الجميع، وتحملت من أجلها الصعاب والضغوط، وواجهت العديد من المواقف المحزنة التي سرعان ما تحولت إلى أفراح، ومنذ انضمامي لـ«البيان» ومنذ دخولي مقر المؤسسة أول مرة لم أشعر بالغربة؛ لأن سنوات الخبرة والتجربة والعلاقة السابقة صقلتني وساعدتني، فكانت لي عوناً لكي أبدأ حياة جديدة وفي مرحلة هامة من تجربتي الصحفية.

وعندما التقيت بزملائي الأعزاء لم أشعر بالوحدة بسبب المعرفة القديمة التي تربطني (وإيّاهم)، فالكل من دون استثناء، كانت بدايتنا الصحفية معاً، حيث عملنا معاً، سواء في التغطيات المحلية المختلفة، أو المشاركات الخارجية، فهذا الشعور النفسي اللاإرادي الذي أحسست به تلقائياً، إضافة للعلاقة المتينة التي تربطنا، أعطاني دفعة أمل قوية، وكان عاملاً مؤثراً أيضاً في تخطي صعوبات العمل اليومي، وقد ساعدتنا الصداقة في بداية المهمة في رسم وتشكيل صفحات مميزة لرياضة «البيان»، واتفقنا في اليوم الأول على أن نضع أيدينا معاً مخلصين لمؤسستنا الأم، والعمل يداً بيد من أجل هدفنا الأسمى وهو دفع الرياضة الإماراتية قدماً نحو الأمام، وعقدنا العزم على أن نشارك في دعم مسيرة العمل الإعلامي الرياضي الشبابي من منطلق أهمية دور الصحافة الرياضية الأكثر انتشاراً وقراءة بين مختلف شرائح المجتمع، فمدرستي «البيان» التي هي هدفنا أمس واليوم وغداً.. والله من وراء القصد.

 

Email