صمت مستغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

‏من المستغرب أن اتحاد كرة القدم، الجهة المشرفة على اللعبة، لم يحرك ساكناً إزاء الآراء والحقائق التي تكشفت في مسابقات المراحل السنية، والمتمثلة في عمليات التغيير والتلاعب في الأعمار.

فعلى الرغم من أن هذه الظاهرة غير المألوفة شغلت الشارع الرياضي، بل وتحولت إلى قضية رأي عام في بلاد اللاعبين المعنيين، إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية لدى اتحادنا الموقر، خصوصاً بعد أن تناولتها أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالانتقاد، وطالبت جميعها بضرورة وضع حد لهذا الأمر..

والذي كما قلنا سابقاً ستكون له تداعياته الخطيرة على مستقبل كرة القدم الإماراتية.الصمت الغريب وعدم الاستماع إلى هذه الآراء والتفاعل معها من قبل الجهة المعنية إذا كانوا يعلمون يعتبر مصيبة كبيرة، وإذا كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر وأفدح، وأسوأ من ذلك هو أن الأندية التي تستقدم هؤلاء اللاعبين تفكر في مصلحتها حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة العامة، فما يهم هذه الأندية هو الانتصار المؤقت وتحقيق البطولات المحلية دون النظر لعواقب الأمور، وما يمكن أن يجلبه هذا الأمر من كوارث على الكرة الإماراتية في المستقبل.

لم تعد كرة القدم مجرد لعبة لتحقيق الانتصارات والبطولات، بل هي رسالة سامية مشبعة بالقيم الأخلاقية التي تنص عليها اللوائح والمواثيق في المنظمات الدولية، وكنا نتوقع من إدارات الأندية لدينا أن تبادر وتنادي بوقف هذه الظاهرة وتقدم احتجاجاً رسمياً على ما يحدث من تلاعب تماماً كما كان يحدث قبل ثلاثة عقود، حيث كانت الأندية تقف بحزم وحسم ضد الظواهر السلبية حتى ولو كانت محدودة، فسرعان ما تدعو لعقد الجمعية العمومية صاحبة القرار والمرجعية الأخيرة لاتخاذ القرار المناسب في مواجهة مثل هذا التفلت.

الآن، كل ما نريده هو تصحيح الأخطاء، والمحافظة على مكتسبات كرة القدم الإماراتية، وحفظ حقوق أبنائنا وحمايتهم من الخطر الذي قد ينجم جراء مثل هذه الظواهر، والله من وراء القصد.

Email