قضية خطيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاهدت بعض مباريات دوري أدنوك لكرة القدم واستغربت العدد الكبير من اللاعبين الأجانب بالمسابقة، وبصراحة لم أعد أعرف اللاعبين ولا حتى أسمائهم بسبب كثرتهم في صفوف الناديين المتباريين، بل وصل الأمر إلى بقية المسابقات السنية الأخرى، وسمعت أن هناك تجاوزات في أعمار اللاعبين الذين تستقدمهم بعض الأندية للعب لفترات قصيرة بعد تغيير في الأوراق عن طريق السماسرة، الذين زاد عددهم بل أصبحت «شغلة حلوة» تدر لهم الأموال بأسهل الطرق وأسرعها، وهذه قضية خطيرة إذا لم نتداركها، فلم تعد أزمتنا اليوم اللاعب الأجنبي بل وصلت القضية إلى أبعاد أخرى، وكما علمت فإن هذا التلاعب والأسلوب ليس فقط في الكرة بل في بقية الألعاب الأخرى، فمتى تتحرك الجهات الرياضية العليا من أجل إنقاذ رياضتنا من الضياع؟!

وبعد إخفاق منتخبنا في البصرة لابد أن نضع النقاط على الحروف، فقد جاءت التطورات والمستجدات كالصاعقة خصوصاً للمسؤولين في الأندية، أوجه اللوم لمن يتولون الأمور في القطاع الرياضي بالأندية والاتحاد والمجالس الرياضية الذين فتحوا الباب على مصراعيه دون تقييم لهذه التجربة التي فشلت وفوتت الفرصة على أبنائنا للعب وممارسة حقهم الطبيعي، لأن التنافس بين الأندية ومن يديرها وراء كل هذه الهيصة، وبسبب الأعداد المهولة وخصوصاً في فرق المراحل السنية، فهل يعقل أن نأتي بنصف فريق من خارج البلاد ويلعبون باسم النادي من أجل الفوز وحرمان المواطن من إبراز قدراته وموهبته، فقط أدعوكم إلى التحرك وإنقاذ ما تبقى، فالجراح التي تعاني منها الرياضة كثيرة.

وكشفت دورة الخليج بالبصرة أن مشكلتنا الحقيقية في إدارة الرياضة، وهذه هي القضية، لذا فقد ضاعت رياضتنا وخرج أولادنا إلى الشوارع، رغم أن الحكومة أنشأت هذه الأندية لعيالنا. ولتصحيح المسار وتوجيهه إلى الطريق السليم أبعدوا كل من تسبب في هذا الخراب، ولن ينصلح الحال إذا كان همنا الفوز والألقاب، فعلى صعيد الأندية في مسابقاتنا المحلية يجب أن يكون همنا أن نرى «أولادنا» يأخذون فرصتهم، أقول هذا في ظل وجود العدد المخيف من الأجانب، فنتائجنا في خليجي البصرة كشفت المستور.. والله من وراء القصد.

 

Email