ولدت لتبقى

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشاهد الحية التي نراها يومياً من البصرة الفيحاء، تؤكد أن دورة الخليج لكرة القدم ولدت لتبقى، وما هذه الحفاوة والتحضير والمشاركة الإيجابية من كبار المسؤولين والجماهير في العراق الشقيق، إلا تأكيد على فرحتنا جميعاً باستضافتهم للبطولة التي حاول بعضهم انتقادها، بالرغم أنها استنفذت أغراضها، ونقول لهؤلاء «لأ وألف لأ»، لأن هذه الدورة ستبقى أيقونة الرياضة العربية والأكثر استمرارية، وتحظى بالنجاح من كل الجوانب الفنية والإعلامية والحضور الجماهيري وستظل تحمل خصوصيتها التاريخية بالنسبة لكرة القدم والرياضيين بالخليج العربي.

الأرقام تؤكد نجاح كأس الخليج العربي فهناك أكثر من 3000 إعلامي جاءوا من مختلف دول الخليج العربي تتبعاً لأحداث الدورة، بالإضافة للحضور الجماهيري الحاشد إذ إن جماهير العراق تعشق كرة القدم وزحفت من كل الأرجاء إلى البصرة مدينة المشاهير والأدباء والمفكرين، وعلى الرغم من الأزمات الكبيرة التي ظلت تتعرض لها طوال أربعة عقود ماضية إلا أن البصرة العريقة نهضت وحققت الإنجاز، وأعجبني تصريح رئيس الوزراء العراقي محمد شجاع السوداني، الذي أكد خلاله أن التسهيلات سوف تبقى بعد نهاية خليجي 25، فهذه الإشارات تؤكد مما لا يدع مجالاً للشك بأن العراق لنا ونحن لهم وينبغي أن نرفع شعار «كلنا للعراق»، ولعل حضورنا الإعلامي لتغطية الحدث انطلاقاً من إيماننا بأهمية العروبة والمجد بين الأقطار العربية الخليجية.

ستبقى بطولة الخليج هي الحدث الذي تعلمت واستفدت منها الكثير، وبالنسبة لاتحاد الكرة الإماراتي فكل ما أتمنى أن يستفيد من الأخطاء والدروس التي خلفتها خسارته في البطولة وأدت لخروجه من الدور الأول، فلابد أن نعيد النظر في المنظومة كاملة، فهناك الكثير من السلبيات شاهدتها بنفسي وعلينا أن نتوقف عندها خلال اجتماع مكاشفة ومصارحة بحضور أعضاء الاتحاد لدراسة الأسباب التي قادت لهذه الإخفاقات المتتالية وآخرها خروجنا من خليجي 25.

والله من وراء القصد

 

Email