انطلقت من مائدة عشاء!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من مدينة بدر شاكر السياب الشاعر العراقي الكبير، تتجه الأنظار اليوم إلى محافظة البصرة بعودة بطولة كأس الخليج العربي مرة أخرى بعد 41 عاماً من جديد على الأراضي العراقية، وهذه المرة في بلد الطيبة والإحساس بصرة الخير، التي تحولت إلى عروس من جمالها الطبيعي.

فقد باتت كأس الخليج العربي لكرة القدم إحدى أشهر وأهم البطولات الكروية في المنطقة، نظراً للنجاح الكبير الذي باتت تحققه على مختلف الأصعدة، انطلاقاً من الاهتمام الرسمي رفيع المستوى الذي تحظى به، مروراً بالنجاح الجماهيري والإعلامي والتسويقي المصاحب لها في كل نسخة، انتهاء بالفائدة الفنية التي جنتها الكرة الخليجية من جراء إقامتها كل عامين، بالإضافة إلى الأثر الكبير الذي تركته من تآلف وتكاتف الشعوب الخليجية برمتها، وهذه المرة العراق تفتح ذراعيها وقلبها للجميع، فلا حصرية على التغطية التلفزيونية، فالكل له حق المشاهدة والاستمتاع، فأم الدورات تعود إلى بلاد الرافدين بعد سنوات من الانتظار.

فكرة كأس الخليج انطلقت من «مائدة عشاء» ضمت الأمير خالد الفيصل، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، والعديد من الرياضيين الخليجيين، والتي أقيمت في السعودية على هامش أحد الاجتماعات الخليجية الخاصة، التي عُقدت لمناقشة المبادرات الخليجية الهادفة لتطوير العلاقات على مختلف الأصعدة.

ويومها طرح الأمير خالد فكرة إقامة دورة لكرة القدم، تقام كل سنتين في بلد ما بين أبناء الخليج، على أن يتم تدوير الاستضافة بين البلدان المشاركة، فتلقف الفكرة الشيخ محمد بن خليفة، ووضع حجر الأساس لها من حيث التفاصيل المتعلقة بالتنظيم، لتبادر بعدها مملكة البحرين باحتضان أول نسخة من المسابقة والتي أقيمت في مارس من العام 1970.

والآن بعد مرور 53 نسخة، تستذكر الأجيال المتعاقبة من شباب دول الخليج، أصحاب الفضل في بلورة الفكرة وتجسيد الحلم الخليجي الواحد، بإقامة البطولة التي يُنظر لها في المنطقة بأهمية بالغة، ولتنطلق منذ النسخة الأولى طموحات الكرة الخليجية، بتطوير وازدهار اللعبة الشعبية الأولى في العالم في أراضيها، وها هي المنطقة تنتظر اليوم لحظات حفل افتتاح «العرس الخليجي» باشتياق.

Email