واحد لايكفي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت نهائيات كأس العالم الجارية حالياً في قطر عن عدد كبير من اللاعبين المتميزين والموهوبين وأصحاب القدرات والمستويات الفنية والبدنية العالية، بينما لم نر سوى لاعب واحد ينشط في دوري المحترفين.

قلنا كثيراً إن التعاقدات الوهمية هي إهدار للوقت، وإرهاق لميزانية الأندية بلا جدوى، ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد استمرت الاختيارات العشوائية، والدليل أنه من بين 14 نادياً في دوري المحترفين؛ يضم كشف كل فريق منها 5 أجانب ومقيمين اثنين، شاهدنا مشاركة لاعب واحد فقط مع منتخب بلاده في المونديال وهو الإيراني أحمد نور الله، أما بقية اللاعبين الذين يرتدون شعارات أندية دورينا هم مجرد متفرجين، يشاركوننا مشاهدة مباريات كأس العالم في الملاعب القطرية الفخمة، والتي تعد من أجمل المنشآت الرياضية في العالم، وهذا ما يؤكد أن بعض فرق دورينا تعاقدت مع لاعبين مغمورين وغير معروفين على مستوى الساحة الدولية، لأننا نعتمد في تعاقداتنا على وكلاء اللاعبين والسماسرة أصحاب الحقائب والنتيجة (ضاعت فلوسك يا صابر).

إن غياب لاعبي أندية دورينا عن هذا العرس العالمي الأكبر دليل واضح على قصر النظر في عملية التعاقد مع كثير من اللاعبين الأجانب، مع أن الهدف الأساسي من التعاقد مع الأجانب هو رفع مستوى المنافسة واللاعبين المحليين، ولذلك يفترض أن تتم هذه العملية وفق معايير دقيقة وعن طريق خبراء وكشافين حقيقيين وليس سماسرة، مع التأكيد على أن زيادة عدد الأجانب لن تكون في مصلحة المنتخبات الوطنية، لأنها تقلص فرص مشاركة اللاعب المواطن، وبالتالي تظهر لاحقاً مشكلات عدة بسبب الاعتماد على عدد أكبر من الأجانب في الدوري.

يجب أن نضع حداً لهيمنة الأجانب في مسابقاتنا الكروية، ونتيح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين المواطنين الذين يرفدون منتخباتنا الوطنية، حتى لا نستمر مجرد متفرجين، يجب أن نتدارك الأمر بعقلانية ودراسة متأنية، فالقضية تحتاج إلى عمل جماعي يهدف إلى تحقيق الأهداف، والله من وراء القصد.

Email