درس أرجنتيني!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يختلف اثنان على المكانة العالمية الكبيرة التي يتمتع بها المنتخب الأرجنتيني الذي لعب مباراة ودية مع منتخبنا غادر بعدها البلاد إلى الدوحة على متن طيران فلاي دبي، حيث تشارك الإمارات الأشقاء في قطر فرحتهم باستضافة المونديال الكبير، سواء من حيث التأييد والمباركة من قادتنا، أو التسهيلات اللوجستية التي تقدمها الهيئات الرسمية الوطنية لجماهير المونديال، فأصبح الحدث العالمي كأنه يقام بيننا، وهذا ما يشعر به العالم، فقد توحدت المدن الخليجية من أجل إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الفريدة من نوعها التي لا تتكرر إلا كل أربع سنوات.

قدمت الأرجنتين درساً مجانياً للكرة الإماراتية، وأكدت مجدداً أن هناك فارقاً كبيراً بيننا وبين الدول الكبرى كروياً، بل اتسع الفارق وبات من الصعب أن نصل إلى مستوياتهم من دون خطط سليمة وصحيحة، لكي نتمكن من اللحاق بالكبار في مجال كرة القدم، التي لم تعد مجرد «كورة تتناقل بين الأقدام» بل أصبحت علماً وصناعة تفكر بها العقول.

خسرنا بالخمسة أمام المنتخب الأرجنتيني الذي من وجهة نظري لم يبذل جهداً لتحقيق هذه النتيجة، برغم محاولاتنا ومغامرتنا في البداية، فتابع أكثر من ثلاثين ألف متفرج إبداع ميسي ورفاقه، استمتعوا بالفعل بأداء الجوهرة الأكثر تألقاً في العالم لتكتب هذه المباراة فصلاً جديداً في عقليتنا الرياضية، وتحديداً الكروية مع الأرجنتين التي بدأت عام 1986 بعد فوز «التانغو» بكأس العالم بالمكسيك، البطولة التي عرفت باسم «يد مارادونا» بعد أن سجل هدفاً بيده في مرمى المنتخب الإنجليزي في مباراة أدارها الحكم العربي علي بن ناصر من تونس الشقيقة، وبعد تلك المباراة تعاقد الوصل مع المدرب الأرجنتيني ميغيل باسلكو، والذي قاد الوصل للفوز ببطولة للكأس، ثم تفرغ بعد ذلك لتدريب فرق الدرجة الثانية، وساهم في صعود جميع الفرق التي دربها، وأصبح متخصصاً في تصعيد الفرق، وقبل سنوات عم الحزن الشارع الإماراتي بعد رحيل الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، الذي عاش سبع سنوات بيننا حين درب ناديي الوصل والفجيرة، كما عين سفيراً رياضياً لمجلس دبي الرياضي، ورغم أن تجربتيه مع الوصل والفجيرة كانتا قصيرتين إلا أنهما كانتا مثيرتين وبهما قصص وحكايات سنتناولها في وقتها! والله من وراء القصد

 

Email