كارثة بكل المقاييس !

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش كرة القدم الإماراتية حالياً في وضعية غريبة، ففي الوقت الذي يتعين أن يكون غالبية اللاعبين في التشكيلة الأساسية للأندية من المواطنين، نعيش وضعاً مغايراً في ظل العدد الكبير من اللاعبين غير المواطنين الذين يشاركون بصفة أساسية بغض النظر عن مستواهم وهل يستحقون هذه المشاركة، كما في الوقت نفسه يتقاضون مبالغ مالية كبيرة كان الأجدر أن تحول لصالح اللاعب المواطن وتنمية موهبته من أجل المنتخبات الوطنية.

هذه العددية الكبيرة من اللاعبين غير المواطنين تصب فقط في مصلحة الأندية بعيداً عن مصلحة المنتخبات، ولكن بعض الأندية مع الأسف لا تفكر إلا في مصلحتها الذاتية بعيداً عن تأثير اعتمادها على غير المواطنين على المنتخبات.

تحضرني جلسة نقاش دعيت لها ومجموعة من المهتمين والخبراء في كرة القدم نظمها اتحاد الإمارات لكرة القدم بحضور ممثلين عن المجالس الرياضية والمدراء التنفيذيين بالأندية لمناقشة عدد من التعديلات على بعض مواد لائحة الاحتراف، وكان الإصرار من جانبنا ومن قبل خبراء اللعبة على تقليص عدد المحترفين الأجانب لأقل من اثنين في الفريق الواحد، لكن كان إصرار ممثلي الأندية كبيراً في اتجاه زيادة اللاعبين غير المواطنين، وهو ما انتهى عليه الأمر الآن، بزيادة العدد لستة لاعبين غير مواطنين أو أكثر رغم محاولتنا «اليائسة» لإقناعهم بمخاطر ذلك على المنتخبات وكرة القدم في الدولة على المدى البعيد، ولمس تيارنا الذي ضم خبراء في اللعبة لهم تجربة ناجحة مع الكرة الخليجية، خطورة تركيز ممثلي الأندية واهتمامهم بفوز فرقهم بالمسابقات المحلية، بعيداً عما يمكن أن يحدث للمنتخبات الوطنية، وها هي النتائج تأتي بما حذرنا منه، وحتى الآن - حسب علمي - فإن محاضر جلسة النقاش هذه موجودة لدى اتحاد الكرة ويمكن الرجوع إليها في أي وقت، ولكن لا أحد ينظر إليها.

قاعدة إدارية

إن أي عمل غير مدروس ينتج الفشل، وإذا لم نتحرك الآن ونوقف هذه الزيادة في اللاعبين غير المواطنين، سنندم، وأقولها بـ«الفم المليان» إن ما يحدث الآن بكل المقاييس يعد كارثة كروية!! والله من وراء القصد!

Email