لن ينصلح الحال!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن ينصلح الحال في أنديتنا طالما ظل التفكير منغلقاً في زاوية التركيز والاهتمام في لعبة واحدة هي كرة القدم، اللعبة المدللة التي تأكل الأخضر واليابس وتضع إدارات الأندية في مهب الريح!!

لن ينصلح الحال وهذه المستديرة المجنونة دون غيرها تستحوذ على كل الاهتمامات وتفعل الأفاعيل في إدارات الأندية والمدربين، إذ تطيح بهم في حال ساءت نتائج الفريق الأول لكرة القدم، وما يحدث الآن بأنديتنا من هفوات وفجوات وثغرات واضحة ومكشوفة للعيان سببه العقلية التي تدار بها بعض الأندية الرياضية، والاعتماد على الأداء الفردي بعيداً عن العمل المؤسسي والمشورة، وبالتالي اتخاذ قرارات عاطفية وانفعالية لإرضاء البعض، وما يحدث في الساحة محزن ويشعرني أن الرياضة باتت فقط كرة القدم، وهي بكل ما فيها من تغيرات وقرارات متعجلة لا تؤدي إلى الهدف المطلوب والصحيح.

لن ينصلح الحال طالما ظل العمل في الإدارات الرياضية يسير بمعزل عن محبيها وأهلها وشعبها وجماهيرها، لن ينصلح الحال طالما تدار الأمور بهذه الطريقة التقليدية، ونتساءل كما يتساءل الكثيرون، إلى متى سيظل الوضع بهذا السوء؟ وهذا ليس تشاؤماً مني بقدر ما هو توضيح أن الأندية ليست كرة قدم بل مسرح للثقافة ودار للاجتماعات واللقاءات والترابط، ولذلك يتوجب علينا إعادة النظر في هذه الطريقة التي ندير بها الأندية، وما يحدث حالياً يجب علينا معالجته سريعاً، فالخلل في منظومة الرياضة ككل وليس فقط كرة القدم.

لن ينصلح الحال بعد أن تحولت كرة القدم من لعبة وتنافس في الملعب إلى تحد شخصي حسب فهم البعض من الإداريين الذين يسعون للنجاح بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب المنتخب الوطني، ففقد اللاعب المواطن فرصته في اللعب في ظل تسابق الأندية نحو الأجانب والخواجات و(هوامير) اليورو والدولار، فبالكاد نجد لاعبين أو ثلاثة مواطنين في الملعب وفي أحسن الأحوال لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، هذه كارثة كبيرة، والله من وراء القصد.

Email