سر حبي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سابقاً كانت إدارات الأندية نشيطة حيث يتم تقسيم العمل إلى نوعين الأول رياضي، والثاني ثقافي اجتماعي.. أما اليوم فإن كثيراً من الأندية تهتم بأمر واحد فقط هو الفريق الأول لكرة القدم، فهناك فرق كبير بين إدارات الأندية بين زمن الهواة والاحتراف.. صحيح نحن ندعي الاحترافية ولكننا بعيدون كلياً عنها وهذه هي الكارثة بل المصيبة التي ابتلينا بها بدون أن نعرف !

لن أطيل وأكتفي بهذا ونعود إلى ذكرياتي مع الأندية كجانب اجتماعي، وأتطرق إلى تجربة واحدة كمثال، حيث بدأت علاقتي مع نادي الوصل في أواخر السبعينات عندما كنت مندوباً لجريدة الوحدة التي ما زالت تصدر من أبوظبي وأسسها راشد بن عويضة عام 1973، وهي من الصحف القديمة التي كشفت وأنجبت خيرة الصحفيين بمختلف التخصصات، وزاد ارتباطي بالوصل من خلال تعليقي على مباريات الفريق، خاصة في الفترة الذهبية التي مر بها فريق الفهود وتألق الولد الشقي زهير بخيت، حيث كنت أستمتع بأدائه ويطربني عندما أعلق وهو يلعب، فكشف «الزهري» سر حبي للإمبراطور، وأتذكر بعض مبارياتي كمعلق خلال مهرجان اعتزال النجم زهير أمام الأهلي القاهري، وقبل المباراة جاءني الكابتن أحمد شوبير وطلب أن يعلق على شوط وأنا شوط فاعتذرت له وطلبت منه أن يعلق على المباراة بالكامل إلا أنه اعتذر أيضاً، هذه الواقعة لا أنساها، عموماً النفوس زمان كانت طيبة !!

ومن المصادفات الجميلة علقت على افتتاح استاد الوصل في أكتوبر من عام 1980 بمشاركة ثلاثة فرق تحمل شعارها اللون الأصفر هي الأهلي البحريني والقادسية الكويتي بجانب فريق الوصل، وقد زاد من روعة البطولة الثلاثية الصفراء مشاركة نجوم الأزرق الكويتي على رأسهم الثنائي الذي لن يتكرر في تاريخ المنطقة جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، ولمشاركتهما قصة فقد أوفد نادي الوصل اثنين من أهم أعضاء مجلس إدارته عبدالله لوتاه وعبدالله ناصر والتقيا بالشهيد فهد الأحمد ،طيب الله ثراه، الذي لم يتأخر في تلبية دعوة سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس نادي الوصل، حيث بعث رسالة رسمية للراحل لأهمية تواجد النجوم، وقد استغرقت جلسة فهد الأحمد مع الوفد الوصلاوي ساعة وربع تكللت بالنجاح.. هكذا كانت إدارات الأندية زمان..والله من وراء القصد

Email