وداعاً ريان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الحادثة المأساوية للطفل المغربي ريان، رحمه الله، الذي سقط في البئر وتوفي لاحقاً، أن العالم ورغم كل ما اعتراه من مستجدات وتطورات لا يزال يحتفظ بفطرته الإنسانية التي خلق بها، فقد تداعت شعوب العالم بمختلف أطيافها وثقافاتها لتتابع هذه الحادثة المفجعة بمزيج من مشاعر القلق والحزن والتضامن مع الطفل وأسرته، وتسمر الناس أمام شاشات القنوات ومقاطع الفيديو بمنصات التواصل الاجتماعي ينتظرون بلهفة نجاح العملية الحرجة لمحاولة إنقاذ الطفل، ورغم خروجه إلا أن أمر الله نفذ بعد ذلك ليودعنا ريان الذي شغل الدنيا وظل ليالي وأياماً مثار حديثهم ودعواتهم له بالنجاة والعودة إلى أحضان أسرته.

كان ريان طفل كل أسرة وكل بيت في العالم نتابع عملية إنقاذه بأنفاس محبوسة ودعوات لا تنقطع، فيما تتسابق وسائل الإعلام من قنوات تلفزيونية وصحف بما في ذلك الصفحات الرياضية لتغطية الحدث المحزن، وخصصت لذلك مساحات واسعة انطلاقاً من إيمانها بأهمية الطفولة وضرورة مراعاتها والمحافظة عليها في حين كان القلق سيد الموقف وبعد رحيله سيطرت مشاعر الحزن والفاجعة وتجمدت الكلمات في الألسن وعبرت الدموع، ولكن في نهاية الأمر لا راد لقضاء الله وقدره ولا نقول إلا بما يرضي خالقنا عز وجل فالله ما أعطى ولله ما أخذ.

لم يكن ريان طفلاً مغربياً بل كان طفلاً للعالم أجمع وسيظل مشهد رحيله عالقاً في الأذهان ليوقظ فينا الإحساس بالمسؤولية في حماية فلذات الأكباد، وعلينا أن نتعلم من مثل هذه الدروس والمشاهد الحزينة والتي بدأت منذ سقوط ريان وحتى لحظة خروجه ووفاته لاحقاً، ويبقى العزاء في التعاطف اللافت للمؤسسات والأندية العالمية الرياضية الكبرى من خلال بيانات التعزية والتعاطف مع الأسرة المكلومة، وقد حاولت الكتابة عن موضوع آخر فلم استطع لأن بالي وتركيزي ومشاعري اتجهت خلال الساعات والأيام الماضية مع صاحب الوجه البشوش والابتسامة البريئة التي فارقتنا، فياله من مشهد حزين ومؤلم وجزى الله خيراً كل من حاول وسعى من أجل إنقاذ حياة الطفل البريء، إنا لله وإنا إليه راجعون.

Email