الاستقالة ليست الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتابع عن قرب تطورات ومستجدات الساحة الرياضية التي ظهرت في قمة الهرم الإداري الكروي في المرحلة الصعبة التي تمر بها الكرة الإماراتية، بعد ما حدث في بطولة كأس العرب لكرة القدم، وكون التطورات الإدارية متعلقة بالجهة التي تشرف على النشاط الكروي والمرجعية الإدارية لكل الأمور المتعلقة بسياسة المنتخبات الوطنية لكل الفئات، فإنني أدعو مجلس إدارة الاتحاد إلى المراجعة الحقيقية، بعيداً عن العاطفة، رغم تأميني على أن من حق الشارع الرياضي أن يغضب ويعتب - خاصة بعد الخسارة الثقيلة - ولكن يجب أن يكون ذلك بهدوء وبعيداً عن التوتر والعصبية.

كرة الإمارات لا تزال تعاني على الرغم من الدعم الكامل والميزانية التي تماثل عشرات الأضعاف لبقية الهيئات الرياضية الأخرى،وأمر طبيعي أن تتعرض إلى الانتقادات التي زادت حدتها في اليومين الماضيين، وبدأت تظهر بعض العبارات الحادة جداً، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً، فيجب أن ننتقد من دون أن نجرح أو نوجه إساءة إلى أي فرد من أفراد الأسرة الكروية، فاتحاد الكرة له الشخصية الاعتبارية والتي تتمتع بالاستقلال المالي والإداري.

ولكن حان وقت الصراحة والكشف عن الحقيقة فتركيبة اتحاد الكرة السابق والحالي لم تساعدهم في أداء الدور المنوط بهم بشكل أقوى، وأعتقد أن الاتحاد بات معزولاً إلى حد ما عن الكثير من القضايا أو الأمور التي هي من صميم اختصاصه، وأشعر في بعض الأحيان أنه يكتفي بدور شرفي في الوقت الذي كان عليه أن يؤدي الدوري الرئيسي - الذي يذهب أحياناً إلى جهة أخرى - لأنه المسؤول فعلياً عن أي حدث كروي في الدولة كونه قائداً للمنظومة الكروية الإدارية، لكن حسب ما أرى ترك الاتحاد المجال لغيره وابتعد عن ممارسة دوره المؤسسي القوي !

هناك العديد من الأمور لابد من وقفة جادة نحوها قبل المطالبة باستقالة الاتحاد أو استقالة رئيس لجنة المنتخبات الوطنية فهذا ليس حلاً، ما يحدث أمر محزن حقاً، لكن على الاتحاد الكروي الذي يتجاوز عدد العاملين فيه أي مؤسسة رياضية أخرى ترتيب البيت بطريقة صحيحة،فالقضية ليست في الاستقالة، وهي من وجهة نظري ليست حلاً للإشكاليات الماثلة الآن، بل الحل الحقيقي في إعادة ترتيب البيت بطريقة صحيحة والقيام بالمسؤوليات كما ينبغي، والله من وراء القصد.

Email