نجوم لمعت في عهد مؤسس الدولة

«زايد الخير» وراء إنجاز الصعود إلى مونديال إيطاليا (الحلقة 6)

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس أفضل وأهم وأجمل وأسعد من هذه الصفحات التوثيقية بعنوان «وطن من ذهب» لمسيرة الكرة الإماراتية بالتزامن مع عيد الاتحاد الخمسين لدولتنا، لنبين مدى أهمية الرياضة عامة والكرة خصوصاً، وما حظيت به من دعم القيادة الرشيدة التي تقود الإمارات إلى المستقبل بخطى واثقة بفضل سياستها الحكيمة، التي أوصلت هذا الوطن المعطاء إلى مصاف الدول الكبرى في العالم.

تبذل الحكومة جهوداً طيبة في دعم الحركة الرياضية عبر تأسيس الهيئات الرياضية التي تجاوز عددها الخمسين من خلال توفير كل المستلزمات الخاصة لها، وأصبحت بلادنا من الدول المتقدمة في مجال رعاية الشباب والرياضيين، بعد أن وفرت القيادة الرشيدة كل المعينات، لإيمانها بأهمية عنصر الشباب، لأنه يمثل الثروة الحقيقية في بناء الوطن ومستقبله.

ومن منطلق أهمية المراجع الرياضية، ولأن تاريخنا الرياضي يستوجب حفظه وتذكير الأجيال به نفرد هذه المساحات.

في عهد القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تحولت رياضة الإمارات في وقت وجيز للمنافسة في أكبر الأحداث العالمية، وأصبح للإمارات مكانتها واسمها المرموق الذي يناسب الحكمة التي تدار بها الدولة.

ولم ينحصر التطور فقط في التنافس داخل الملاعب، بل كانت هناك نقلة نوعية أسس فيها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، البنى التحتية وشيد المنشآت الضخمة، وتعد مدينة الشيخ زايد الرياضية واحدة من تلك المنشآت.

فقد افتتحها الوالد المؤسس، مع حدث رياضي خليجي كبير وهو الدورة السادسة لكأس الخليج العربي عام 82، وانعكس الاهتمام المبكر للقائد المؤسس بالرياضة على الأجيال اللاحقة، ففي وقت وجيز كانت الإمارات ثاني منتخب خليجي يصل إلى كبرى بطولات كرة القدم في العالم «مونديال 90 في إيطاليا»، بعد منتخب الكويت الشقيق عام 82 بإسبانيا.

نقطة تحوّل

جاء حضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لحفل افتتاح دورة الخليج العربي السادسة لكرة القدم عام 82 واستقباله لرؤساء الوفود الخليجية بالدورة، إلى جانب رعايته تتويج أبطال الدورة في إستاد مدينة زايد الرياضية واحدة من أبرز المحطات في تغيير الصورة لرؤيتنا الرياضية.

ونتذكر اللفتة الكريمة من الوالد المؤسس بعد استقباله المنتخب الوطني في مدينة العين بعد التأهل التاريخي للمونديال، حيث قرر تخصيص مبلغ نصف مليون درهم لبناء مسكن لكل لاعب من لاعبي المنتخب، بالإضافة إلى مكافآت أخرى لأعضاء الجهازين الإداري والفني، وكل من أسهم في تحقيق إنجاز الوصول إلى نهائيات كأس العالم عام 90 في إيطاليا.

الليلة الكبرى

وتبقى ليلة الثامن والعشرين من أكتوبر 1989، واحدة من أجمل ليالي الإمارات، إذ شهدت تألق كوكبة النجوم ولمعانها في سماء العالمية بصعود منتخبنا الوطني إلى مونديال 90 بإيطاليا، حيث تأهل مع كوريا الجنوبية من سنغافورة، وأقيمت التصفيات النهائية بمشاركة منتخبات الصين وكوريا الشمالية والسعودية وقطر، وعبر منتخبنا سور الصين وفاز على «التنين» في مباراة مشهودة، ووقف نداً قوياً لأبطال آسيا في كل المباريات ولم يهزم.

وكان لا بد من المكافأة بعد هذه العروض القوية والروح العالية والعزيمة التي لا تقهر، فكان وصول منتخبنا لنهائيات كأس العالم مستحقاً وعن جدارة، ويعود الفضل في التأهل للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وللقيادة الرشيدة التي قدمت العون والرعاية والاهتمام بالشباب عماد الوطن ورجال المستقبل.

هذه الكلمات قالها الجميع بلسان واحد بعد صعود منتخبنا للتصفيات النهائية لكي يعيدوا الفضل لأصحاب الفضل، وكان الهم الأكبر للوالد المؤسس، الإنسان والشباب الإماراتي منذ البدايات الأولى وحتى الآن، وتم استقبال المنتخب استقبالاً رائعاً وتاريخياً يليق بالإنجاز، ولا تنسى الجماهير جهود سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة.

وكان رئيس اتحاد الكرة في تلك الفترة، وتوجت هذه الجهود بالإنجاز الكبير بالوصول إلى مونديال إيطاليا رغم العمر الزمني القصير لقيام دولتنا الفتية، وهو ما يؤكد السياسة الرشيدة والعطاء اللامحدود والاهتمام الكبير الذي كان يوليه حكيم العرب لشبابنا.

وبالفعل تحملوا المسؤولية وعملوا وجاهدوا وبذلوا الغالي في سبيل تحقيق الحلم وتحقيق الإنجاز والوصول لمصاف الدول المتقدمة بالعالم، مما يبرهن ويؤكد التطور الحضاري الذي تشهده دولة الإمارات في جميع المجالات، والذي يعكس الوجه المشرق لمستقبل أجيالنا القادمة أجيال الاتحاد أجيال زايد الخير، زايد العطاء.

أفراح لا تنسى

وفي ليلة الصعود، عاشت دولة الإمارات يوماً سعيداً ابتهجت فيه بصعود أبنائها إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا 90، فشهدت الشوارع مسيرات ضخمة، وقام المواطنون والوافدون بنحر الذبائح وتوزيع الحلوى والورود، وعاش أبناء الإمارات لحظات عصيبة وهم يتابعون أمام شاشات التلفاز الدقائق الأخيرة قبل التأهل التي كانت تساوي دهراً بأكمله، فرحوا من مواقعهم بوازع وطني.

وانطلقت أحاسيسهم ومشاعرهم تنتظر لحظة تحقق الحلم، إلى أن جاءت صافرة إعلان وصول منتخبنا إلى مونديال 1990 في إيطاليا، وبعدها تحولت شوارع وميادين الدولة إلى مهرجانات صاخبة واحتفالية كبرى وارتفعت أعلام الإمارات تعانق عنان السماء ابتهاجاً بتحقيق الحلم للعرس العالمي الكبير للمرة الأولى.

وبعد نهاية المباراة، عمت الأفراح شوارع أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، وارتفعت أعلام الإمارات تعانق السماء.

 

 

Email