«سوبرمان رياضي»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما كنت طالباً في جامعة الإمارات، مع مطلع الثمانينيات، بمدينة العين، عرض علي رئيسي في العمل، تولي رئاسة القسم الرياضي في تلك الفترة، إلا أنني اعتذرت لأسباب عديدة، من أهمها صغر سني، وخبرتي في المجال المهني - قبل 40 سنة - إضافة إلى دراستي الجامعية، فرفض رئيسي في العمل اعتذاري، يهمني القاعدة، ولكنني أصررت على موقفي، وقلت له كيف أدير مجموعة تملك من الخبرة والدراية، وأنا ما زلت في بدايتي؟.

اليوم، بات الوضع مختلفاً قليلاً، فيأتي أحدهم ويتولى المسؤولية، وهو بعيد كل البعد عن العمل، ولا يملك القدرة على قيادته، ويستطيع أن يؤدي الهدف المطلوب منه، فتنقلب عليه الطاولة.

اعتذرت عن تولي المهمة حينها، وحرصت أن أشير إلى رئيسي في العمل، إلى مدى أهمية الفريق نفسه، فهم من ينجحون القائد، أو يطيحون به الأرض، إذا لم يوفق في اختيار الفريق الذي يستطيع أن يقود السفينة لبر الأمان «أما من يدق بصدره»، ويقول حاضر جاهز، وهو غير كفؤ، فتلك مصيبة، خاصة إذا دخلت العلاقة الشخصية في تعيينه أو طريقته لإدارة العمل، فإنها بداية السقوط، وتفقد السفينة البوصلة، وتضيع بين الأمواج، وما أكثر الأمواج الرياضية المتقبلة، هذا ما يحدث الآن في بعض المؤسسات الرياضية، وما نراه، للأسف، فنحن غافلون عنه، فالأمور بصراحة تسير «على البركة».

وتعتمد على أسلوب «السوبرمان الرياضي»، لأنه وحده من يعمل كل شيء، والبقية «يرضى يمشي بجنب الحيط»، بينما هناك تيار يقاوم، ويرفض أن يترك الساحة لمثل هؤلاء «العنتريين»، فالقضية لا تحتاج إلى تفسيرات، فلو دققنا في مجالنا، لوجدنا العديد من هذه الحالات تتكرر يومياً، ويجب أن يتوقف مثل هذا الأمر.

رياضتنا بحاجة إلى من يختلف معك في المصلحة العامة، لأن تعدد الآراء ووجهات النظر، يفيد ولا يضر، بشرط النية الصافية، لكن ما يحدث اليوم، أصبح البعض يهز رأسه موافقاً لتقع على رياضتنا، فعوامل نجاح فريق العمل، تحتاج لقائد مدرك، ولديه خبرة، وواسع الصدر، يستمع لجميع الآراء، ولا ينفرد برأيه، فمن مهمّات قائد الفريق الأساسية، توزيع المهام على أعضاء الفريق المناسبين، والتحلي بالقدرة على رفع الروح المعنوية لزملائه‏، والعمل بشكل جماعي!!.. والله من وراء القصد

Email