ضرره أكثر من نفعه!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت أمس، بعض السلبيات والمشكلات العديدة التي يمكن أن تنتج بسبب قرار الاستعانة بقضاة ملاعب أجانب في دورينا، وذكرت أن هذا القرار «ضرره أكثر من نفعه»، ولذا ينبغي علينا التريث، ووضع الأمر تحت مجهر الدراسة المتأنية قبل التنفيذ، حتى نستمع إلى نصيحة صادقة.

فالتوصية كانت مفاجئة ليس فقط لقطاع التحكيم، بل لنا من المهتمين بالشأن الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص، فالحكم المواطن أثبت كفاءة وجدارة على المستويات كافة، وأصبح مصدر ثقة الاتحادات الإقليمية والقارية والدولية التي ظلت تستعين به في إدارة مباريات مهمة، وذلك منذ تم إلغاء قرار الاستعانة بقضاة الملاعب الأجانب قبل 33 عاماً، وهو ما يؤكد أن قضاة ملاعبنا يملكون الطموح والإرادة لتطوير أنفسهم.

وبالتالي المنظومة التحكيمية، بدعم من القيادة الرشيدة التي ظلت تدعم بلا حدود جميع القطاعات، ومن هنا أتمنى أن يكون للجنة التحكيم وضعها المستقل لتقول كلمتها وتبدي رأيها القاطع بشأن هذا الأمر، لأن نتيجة استقدام قضاة ملاعب أجانب ستكون كارثية، ليس فقط على مستوى قطاع التحكيم، الذي يضم في تكوينه قضاة ملاعب شباباً دفعهم طموحهم إلى العمل بجد من أجل تطوير أنفسهم فحرصوا على حضور الدورات التي قام اتحاد الكرة بالإشراف عليها، بل لأنهم انتظروا الفرصة لإثبات جدارتهم.

فالتوصية بالاستعانة بالحكم الأجنبي ستؤثر كثيراً على دوافعهم المعنوية وهم يجلسون على مقاعد المتفرجين يتحسرون على جهودهم التي ضاعت، ويؤرقهم الشعور بأنهم غير مرغوب بهم، وهو الإحساس نفسه الذي انتاب اللاعب المواطن الذي ظل يبحث عن فرصة إثبات الذات دون أن يجدها بسبب الكثافة العددية للاعب الأجنبي في كشوفات أنديتنا.

ولكي نرتقي بجهاز التحكيم لابد أن نمنح لجنة التحكيم استقلاليتها الكاملة، وألا نتأثر بالضغوطات مهما كان حجمها، والأمانة تقتضي أن نقف خلف كوادرنا الوطنية في هذا المجال بالتحديد (التحكيم)، وإن كان الحديث عن الأخطاء، فهي واردة في كل مكان بالعالم، لأن كرة القدم لعبة أخطاء، ولذلك لا نقبل التشكيك في كفاءة أبناء الوطن، وهذه دعوتي ونصيحتي كمحب، هي ضرورة أن يلتقي رئيس اتحاد الكرة في جلسة مكاشفة مع قضاة الملاعب المنتسبين تحت لواء المنظومة، وليسود الجلسة الصراحة والشفافية والرؤية الصادقة التي تقودنا إلى الطريق الصحيح.. والله من وراء القصد

 

Email