ما بعد ميسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهما كان حجم اللاعب يبقى النادي، مؤسسة فوق الجميع.

هذا ما كشف عنه خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة في مؤتمر صحافي عقب القرار «الزلزال» بشأن سبب عدم تجديد عقد قائد الفريق ليونيل ميسي، مؤكداً أن برشلونة فوق الجميع، وهو يقصد بالطبع ميسي الذي سحر العالم بفنه وموهبته الفذة، مشيراً إلى علمه بظروف النادي الاقتصادية قبل توليه المسؤولية، وأنه ورث إرثاً صعباً ومعقداً، ولم يجد أي هامش فيما يخص كتلة الرواتب.

ورغم الفارق الكبير بيننا وبينهم، فإنهم ينظرون جيداً للأوضاع التي يمر بها العالم، بينما «ربعنا» لا يدركون هذا الأمر، فالتزايد والمزايدة مستمرة ويتحكم فيها اللاعب والوكيل، ونحن نبصم ونضحك ونجد يومياً مزايدة من لاعبين مواطنين وأجانب كأننا نعيش في كوكب آخر، ونتساءل هل أدركت الأندية النظرة والرؤية المالية التي يمر بها العالم أم نبقى لا نعرف ماذا يدور؟

وبرشلونة نادٍ كبير والأكثر تسويقاً وإنتاجاً وكسباً للأموال عبر هذه المؤسسة الاحترافية العملاقة، ولكنهم لا يصرفون فلساً هباءً منثوراً، بينما نحن نصرف من دون حساب ورقيب، وهناك مجلس إدارة عملي يتكون من رجال أعمال وموظفين مختصين يديرون النادي، وهم متواجدون على رأس أعمالهم يومياً، ولهم مكاتب خاصة داخل جدران النادي.

صحيح أن ميسي هو أفضل لاعب في العالم والجميع يحبه ويتمنى أن يراه في الفريق الذي فاز بالعديد من الألقاب والبطولات وأمتعنا كثيراً، ولكن في الوقت نفسه فإن النادي كان يواجه متاعب مالية فتصرفت الإدارة بمبدأ مصلحة النادي فوق اللاعب، وهو ما يجب أن نعرفه إذا كنا نريد رياضة مؤسسية صحيحة.

والداهية لابورتا تكلم عن نظرة الخمسين سنة المقبلة ونحن لا نعرف ماذا سيحدث بعد خمسة أيام وخمسة أشهر وليس خمس سنوات، ولهذا هم بحثوا ودرسوا عقد ميسي وكيف يمكن أن يؤثر على النادي لمدة 50 عاماً مقبلة من حيث الحقوق، ونظراً لخوفهم على ناديهم جاء القرار «الزلزال»، ليكون برشلونة فوق الجميع حتى لو كان العقد لأفضل لاعب على كوكب الأرض.

وعلينا التوقف عند كلام رئيس النادي ونستفيد منه، فالنادي لن يتوقف رغم ضجة القرار الصعب، وبدأ بالفعل حقبة ما بعد ميسي.

لمحبي النجم.. نقول سينتقل لفريقه الجديد وسترونه، بينما النادي كمؤسسة يجب أن يبقى، وسيزول الأفراد حتى لو كانوا في وزن ميسي.

والله من وراء القصد.

Email