رزق الزمالك!

ت + ت - الحجم الطبيعي

رزق قدورة، رياضي كروي قديم، اسم نعرفه جيداً، غادر موطنه الأصلي فلسطين عام 1948 بعد الهجرة الشهيرة إلى سوريا، ومكث هناك خلال تلك الفترة العصيبة، لكن موهبته الكروية الفذة جعلته مطلوباً في كثير من الفرق السورية آنذاك، منها الأهلي الدمشقي وأيضاً الجيش السوري، ونظراً لتألقه، أصبح مطلوباً للعب مع الفرق اللبنانية في فترتها الذهبية، وفي 1959 ‏وصل كطير مهاجر إلى دبي مع شقيقه عبد الرحيم، ولعب في بداية الأمر في الأهلي، مع تلك المجموعة التاريخية التي كانت تمارس كرة القدم قبل ‏أن تشكل عدة فرق صغيرة في منطقة بر دبي منها الشعلة والعروبة والشعب والهلال البحري.

ومن ثم اندماج بعضها البعض، فقد خرج النصر مع مطلع الستينيات، ولعب له في البداية، بينما تشكل وقتها فريق الزمالك الذي انتقل إليه اللاعب الفنان «رزق» كلاعب ذي إمكانيات هائلة سبقت ذلك العصر، وتسابقت الأندية عليه، إلا أنه فضل الزمالك بزعبيل، ولعب دوراً في تقوية الفريق حتى مرحلة الاندماج وتغيير الاسم إلى الوصل حالياً..

ما أريد أن أصل إليه أن أمثال رزق قدورة وشقيقه المرحوم عبد الرحيم، اللذين كانا من مؤسسي الحركة الكشفية في البلاد، وشارك أيضاً في تحكيم ‏المباريات، علينا كأندية بأن نبحث عن الرعيل الأول من مختلف الجنسيات الذين عاشوا معنا وساهموا وأصبحت لهم بصمات كبيرة على مسيرة الرياضة، ومن باب الوفاء والحرص والاهتمام، وعندما تلقيت مكالمة هذا الرجل العجوز الطيب لم أتردد في أن أذهب إلى مقر إقامته والاستماع إلى حكاياته وذكرياته الجميلة، وأنا جالس أمامه وجدت عبق التاريخ في ملامحه، وكلماته، هكذا هي الإمارات بلد الخير والعطاء تستقبل المخلصين من كافة أرجاء المعمورة، فرزق قدورة أطال الله في عمره، رجل بسيط‏ ذكرني بزمن الطيبين، فما أحوجنا بأن نحتضن هؤلاء، كل واحد في ناديه، ونهتم بهم ونخصص لهم مكاناً نسترجع فيه ذكريات زمان!.. والله من وراء القصد.

Email