المجتمع يصنع الأبطال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام قليلة وينتهي الأولمبياد المقام حالياً بمدينة طوكيو اليابانية، والتي تعيش لحظات تاريخية لا ينام فيها المنظمون، وهي مدينة مزودة بكامل المواصفات الحديثة لبناء مجتمع سليم، فهذه هي ثقافة الدول التي تنظم الأولمبياد، فالفائدة ليست محصورة فقط في الميداليات والفوز والمكسب، وإنما ما بعد الانتهاء من المنافسات، فلا بد أن تكون الأمور واضحة لما بعد «طوكيو 2020».

ولكي تسير برامجنا وفق منهج علمي صحيح يجب أن تتدخل هيئات الدولة بأكملها، ولا تعتمد على الجهات الرياضية فقط، واللجنة الأولمبية الوطنية دورها غير ملموس بشأن ما يتطلب لتحقيق طموحاتنا، فصناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى ثقافة جديدة، وعلى الصعيد الفني والميداليات طارت الطيور بأرزاقها وعرفنا حقيقتنا وواقعنا العربي حتى كتابة هذه السطور من جديد على الخارطة، وتوجد أخطاء ومفاهيم سلبية تجاه الثقافة الأولمبية والتي يجب أن تبدأ من الأسرة فالمدارس في شرق آسيا تختلف عن «غربها» فاليابان تعطي دروساً للطلبة الصغار عن فكرة وتأسيس الأولمبياد وأهدافها وتطلعات الحكومة بطريقة سهلة يتلقاها الطفل قبل أن يذهب ويشاهد المنافسات، والدول الكبرى تخطط قبل التقدم بتنظيم مثل هذا الحدث بداية من المدارس،وهناك فكر واستراتيجية من أعلى سلطة وليس كما يحدث هنا فالاتحاد الواحد تنقسم فيه الآراء، هناك من يعمل وهناك من يتحفظ وهناك من يعارض من أجل المعارضة فوحدة القرار ليست بيد جهة واحدة، فأصبح القرار الرياضي متشتتاً وتلك هي الأزمة الحقيقية، وفي النهاية الضحية رياضتنا فقد عانينا كثيراً من هذا الجانب والقصور، فلا نعلم من هو المسؤول عن المشاركة الاتحاد أم اللجنة الأولمبية الوطنية.

ومن المهم أن نعرف أن المبادئ ومواثيق الحركة الأولمبية ترتبط أساساً بالوعي ،خاصة في تكوين الرياضي من البيت والأسرة لتكوين البطل، على أن تشبعه بالتشجيع المبكر قبل أن تحتضنه الأندية والاتحادات للبناء الفني، ولدينا يبدأ اللاعب في ممارسة اللعبة بشكل متأخر، أضف إلى ذلك انعدام الرابط بين الفكر الأولمبي والمناهج ليصل للمجتمع الثقافي الذي لا يتعاطى معه بالشكل المطلوب، فالثقافة المجتمعية الأولمبية هناك هي المحرك لإنجازاتهم، فالأموال لا تصنع بطلاً بقدر ما يصنع المجتمع أبطالاً.

والله من وراء القصد.

Email