موعد مع التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظل كرة القدم هذه اللعبة المجنونة تسحر البشرية أو أغلبها، وهي دوماً ما تضعنا في لحظة ساحرة أخرى لا تكل من ذلك، بين حين وآخر تكشف لنا عن سحرها وجنونها، تدفعنا إلى متابعتها خاصة عندما يصل الأمر إلى الأمتار الأخيرة من البطولات، فحينها تقدم كرة القدم على «الإبداع» في الجنون فتبتسم لمنتخب أو فريق غير مرشح، أو تفاجئ العالم أصلاً بوصول منتخبين أو فريقين من غير المرشحين الأوائل إلى المباراة النهائية، كما أنها تعودت أيضاً بين حين وآخر أن تقدم نهائيات متوقعة الأطراف أو على الأقل أحدهما، بينما لا تبخل على الجمهور بأن يكون الطرف الآخر في اللقاء أحد الفرسان الذين خطفوا الأنظار في البطولة.

هذا هو الواقع اليوم قبل منتصف الليل بقليل بتوقيت الإمارات، وإلى ملعب ويمبلي معقل الكرة الإنجليزية التي تعد مهد كرة القدم في العالم، يدخل «الأسود الثلاثة» إلى الملعب التاريخي أملاً في اللقب الأول على الإطلاق في البطولة القارية الكبرى، التي ما عرف المنتخب الإنجليزي يوماً طريقه إلى مباراتها النهائية، وكانت أقرب لحظة له نحو اللقب عندما توقف في «عتبة» نصف النهائي أمام منافسة التقليدي المنتخب الألماني في البطولة التي نظمتها إنجلترا عام 1996.

اليوم منحت كرة القدم المنتخب الإنجليزي الفرصة الأولى للحصول على لقب بطولة الأمم الأوروبية، ليكون اللقب الثاني الكبير الذي يحصل عليه «الأسود الثلاثة» خلال تاريخهم بعد لقب مونديال 1966، الذي حصل عليه الإنجليز على ملعب ويمبلي بالذات، أمام المنتخب الألماني في لقاء مثير.

ولكن في الوقت نفسه منحت كرة القدم عشاقها ومحبيها في جميع أنحاء العالم فرصة المتعة الحقيقية، وهي تدفع بالمنتخب الإيطالي إلى المباراة النهائية، وهو المنتخب الذي تمنى كثر حول العالم ليس فقط وصوله إلى النهائي بل أن يمضي أكثر من ذلك ويحصد اللقب، بعد أن أبهر الجميع منذ الظهور الأول له في هذه النسخة من البطولة، وظل يقدم كرة قدم جماعية مبدعة ويتخطى العقبة تلو الأخرى حتى أدرك المباراة النهائية للمحفل القاري الكبير.

إنها لحظات تاريخية، لحظة تضعك على موعد مع التاريخ!! والله من وراء القصد

Email