سياسة التطفيش!

ت + ت - الحجم الطبيعي

استوقفتني قرارات مجلس إدارة النادي الأهلي المصري الأخيرة، شيخ الأندية العربية، برئاسة النجم السابق والإداري الناجح محمود الخطيب، عقب عدة ساعات طويلة، لمناقشة العديد من الملفات المهمة، التي تخص قطاعات النادي المختلفة، والأهلي «بيت المصريين»، إذ يضم في عضويته الملايين من المنتسبين لهذه القلعة الكبرى بمقابل رسوم يدفعها المنتسب بكل رحابة صدر، مساهمة منه في دعم ناديه المفضل، والأمر اللافت أن القرارات الأخيرة ذكرتنا بقرارات أنديتنا زمان «الثمانينيات»، حينما كانت تجتمع وتصدر قراراتها وتشكل لجاناً، وتعين مشرفين ومديرين، وغيرها من الأمور المتعارف عليها.

واليوم للأسف الشديد لا اجتماعات ولا قرارات ولا توصيات ولا مبادرات، فالعمل يمشي على «البركة» وتدار الأندية بقرارات فردية مزاجية ذبحت الرياضة وأصابتها في مقتل بسبب فردية العمل والتمسك بالكرسي وإصرار بعضهم على أن ينفذ أجندته «تصفية حسابات» على حساب الآخر، بل يتم العمل بأسلوب غير مريح «سياسة التطفيش» ويظهر الكذب، وتتلاعب هذه الفئة في تلميع صورها أمام المسؤولين، فتضيع الحقيقة بين مخالب هؤلاء الذين دخلوا الرياضة من الشباك وقفزوا قفزة واسعة غيروا فيها معاني الرياضة السامية.

أشعر بحزن شديد لما وصلت إليه حال بعض أنديتنا، فما يحدث من عمل مؤسسي داخل واحد من الأندية النموذجية الكبرى «الأهلي القاهري» يجعلنا نتعلم ونستفيد منه، فأين نحن منه؟ ولماذا اختفت ظاهرة الاجتماعات بعد أن أصبحت الأندية تدار كما قلنا وكتبنا بـ«ريموت كنترول» والآن بقروب واتس آب؟ وهذه أزمة حقيقية أعدّها كارثة على الرياضة وخاصة القاعدة التي تعتمد عليها الأندية، وحتى لا نظلم الكل هناك بعض الحالات الإيجابية، فالجلسات مستمرة والنقاش حول المستقبل موجود ولكنه قليل جداً، وللأسف ينصب هذا الاهتمام على كرة القدم، أما بقية الألعاب فتموت وهي واقفة ولا تجد من ينقذها، لولا بعض التحركات التي يقوم بها بعض رؤساء الاتحادات، من أجل إنقاذ الرياضات الشهيدة، فإلى متى سيظل الوضع السيئ مستمراً ومن دون تدخل أو تصحيح للمسار؟ قضية خطيرة ونحن في نهاية الموسم، فهل فكرنا في تقييم عملنا فنياً وإدارياً ومالياً؟! والله من وراء القصد.

Email